للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمل أهل المدينة، واستمرارهم على الأذان للصبح قبل الفجر، وهم أعلم الناس بما كان عليه الأمر في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -» (١).

- ومن تطبيقات التعيير بالعرف.

نقل ابن عابدين عن (الذخيرة) وعن ابن سلام (٢) فيمن قال: إن فعلْت كذا فثلاث تطليقات عليّ، أو قال علي واجباتٌ، أن يعتبر عادة أهل البلد: هل غلب ذلك في أيمانهم؟ ثم ذكر موافقة السروجي (٣) على هذا، ثم قال: «وما أفتى به في (الخيرية) (٤) من عدم الوقوع ... فقد رجع عنه، وأفتى عقبه بخلافه، وقال: أقول الحق الوقوع به في هذا الزمان؛ لاشتهاره في معنى التطليق، فيجب الرجوع إليه والتعويل عليه عملاً بالاحتياط في أمر الفروج» (٥).

فاستدراك صاحب (الخيرية) على نفسه في المسألة كان لأجل عرف الناس وعاداتهم في إطلاق هذه العبارة (إن فعلت كذا فثلاث تطليقات عليّ، أو عليّ واجبات)، حيث ثبت عنده أنها اشتهرت بين الناس أنها للطلاق لا لمجرد الأيمان، فيقع الطلاق بها.


(١) شرح التلقين، (٤٤٢).
(٢) هو: أبو نصر، محمد بن سلام، البلخي، تارة يذكر في الفتاوى باسمه، وتارة بكنيته، وتارة بها، وهو صاحب الطبقة العالية، حى إنهم عدوه من أقران أبي حفص الكبير، توفي سنة ٣٠٥ هـ.
[يُنظر: الفوائد البهية مع التعليقات السنية، (١٦٨)].
(٣) هو: أبو العباس، أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي، شمس الدين، كان حنبليا وتحول حنفيا، تولى القضاء بمصر وعزل قبل موته بأيام، كان بارعا في علوم شتى. له: شرح الهداية، واعتراضات على الشيخ ابن تيمية في علم الكلام وقد رد عليه ابن تيمية، وتحفة الأصحاب ونزهة ذوي الألباب. توفي سنة ٧١٠ هـ.
[يُنظر: الأعلام، (١/ ٨٦)].
(٤) هي الفتاوى الخيرية لخير الدين الرملي، المتوفى سنة ١٠٨١ هـ.
[يُنظر: الأعلام، (٢/ ٣٢٧)]
(٥) رد المحتار، (٤/ ٤٦٥).

<<  <   >  >>