للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آتيتم إحداهن قنطارًا من ذهب). - قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله - فلا يحل لكم أن تأخذوا منه شيئا. فقال عمر: إن امرأة خاصمت عمر فخصمته (١).

فالشاهد أن عمر - رضي الله عنه - تواضع - وهو يومئذٍ أميرٌ للمؤمنين - فأقرّ بأنّ المرأة قد حجّتْه.

٤ - حسن الاستماع وتوفير الفرصة الكاملة لعرض الرأي، بعدم المقاطعة في الاستدراك المسموع، وبعدم قراءة بعض الكلام دون بعض في الاستدراك المقروء.

فعلى المستدرِك ألاّ يجتزئ شيئًا من كلام المستدرَك عليه ثم يحكُم عليه دون النظر إلى تمام كلامه في المسألة. كذلك المستدرَك عليه، عليه أن ينظر في تمام كلام المستدْرِك دون اجتزاء ولا مقاطعة.

لأنه بهذا تتّضح وجهات النظر بدون تشويش لصورتها المُراد نقلها، ودافع هذا هو الرغبة في التعرف على الحق، واحترام مشاعر المسلم.

قال صاحب (الاتجاهات الفقهية) مُعقّبًا على طريقة عرض ابن أبي شيبة (٢) للخلاف بين المحدثين وأبي حنيفة فقال: «كما يُلاحظ أن أبا بكر بن أبي شيبة يكثر من ذكر الروايات التي توضح مأخذ المحدثين وتؤيد وجهتهم، دون أن يعني بيان وجهة نظر أبي حنيفة، وقد يبدو هذا السلوك طبيعيا من ابن أبي شيبة، حيث إنه محدث ينظر في الأمور من وجهة نظر المحدثين، إلا أن ذكر وجهة النظر الحنفي - في رأينا - كان أولى


(١) مصنف عبد الرزاق، (٦/ ١٨٠)، ك النكاح، ب غلاء الصداق، رقم (١٠٤٢٠).
(٢) هو: أبو بكر، عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم، العبسي مولاهم الكوفي، سيد الحفاظ، من أقران أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني في السن والمولد والحفظ. له: المسند، والمصنف، والتفسير. توفي سنة ٢٦٥ هـ.
[يُنظر: تاريخ بغداد - (١٠/ ٦٦). و: سير أعلام النبلاء، (١١/ ١٢٢)].

<<  <   >  >>