للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من إهمالها، إما لنقصها وتبيين قصورها، وإما تحريا للعدالة في تقديم وجهتي النظر، حتى يترك للمطّلع فرصة الموازنة، والمفاضلة» (١).

وقد عدّه صاحب (الجدل على طريقة الفقهاء) من آداب الجدل (٢).

٥ - مراعاة حرمة الأعراض.

يقول ابن رجب: «اعلم أن ذكر الإنسان بما يكره محرّم إذا كان المقصود منه مجرد الذم والعيب والنقص، فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين، خاصة لبعضهم، وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم، بل مندوب إليه. وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل» (٣). وهذا سواء كان في حضرته أو في غيبته، أو في حياته أو بعد مماته (٤).

وذكر النووي في آداب المعلم في درسه واشتغاله طريقةَ عرض المعلم استدراكَه على طلابه فقال: «ويبين الدليل الضعيف؛ لئلا يغتر به، فيقول: استدلوا بكذا، وهو ضعيف لكذا، ويبين الدليل المعتمد ليُعتمد، ويبين له ما يتعلق بها من الأصول والأمثال والأشعار واللغات، وينبههم على غلط من غلط فيها من المصنفين، فيقول مثلاً: هذا هو الصواب، وأما ما ذكره فلانٌ فغلط أو ضعيف. قاصدًا النصيحة؛ لئلا يغتر به، لا لتنقص للمصنف». (٥)

وعقد فصلاً في النهي والوعيد لمن يؤذي أو يتنقص الفقهاء والمتفقهين، واستدل له بحديث (البخاري): «من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب» (٦)، وقال في تفسير


(١) (٤٦٠).
(٢) (٢).
(٣) الفرق بين النصيحة والتعيير، (٧).
(٤) الفرق بين النصيحة والتعيير، (١٣). ويُنظر أيضًا: منه، (٢٢).
(٥) المجموع، (١/ ٧٥).
(٦) (٨/ ١٠٥)، ك الرقائق، ب التواضع، رقم (٦٥٠٢).

<<  <   >  >>