للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سلمان بن ربيعة (١) وزيد بن صوحان (٢) وأنا أهلّ بهما جميعا بالقادسية (٣). فقالا: لهذا أضلُّ من بعيره! فكأنما حملا علي جبلاً بكلمتهما، فقدمت على عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له، فأقبل عليهما فلامَهما، ثم أقبل عليّ، فقال: هديت لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، هديت لسنّة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤).

والشاهد فيه لوم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لسلمان وزيد - رضي الله عنهما - لتركهما التلطف في عرض الاستدراك لما قالا: «لهذا أضلّ من بعيره! ».

ومن تطبيقاته أيضًا ما في (تفسير القرطبي) في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١)} (٥) حيث حكى قولَ ابن العربي وهو قوله: «اعتقد قوم من الغافلين تحريمَ أسئلة النوازل حتى تقع، تعلُّقًا بهذه الآية، وليس كذلك». فقال


(١) هو: أبو عبد الله، سلمان بن ربيعة بن يزيد، الباهلي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وليس له صحبة وهو أول من قضى بالكوفة ثم قضى بالمدائن وشهد فتوح الشام مع أبي أمامة الباهلي، كان يقال له: سلمان الخيل؛ لأنه كان يلي الخيل لعمر بن الخطاب. وقتل ببلنجر سنة ٢٨ هـ، وقيل غير ذلك.
[يُنظر: أسد الغابة، (١/ ٤٦١). و: تهذيب الكمال، (١١/ ٢٤٠)].
(٢) هو: أبو سليمان، وقيل: أبو عائشة، زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث العبدي الكوفي، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولاصحبة له، وسمع من عمر، وعلي، وسلمان، وكان معه راية عبد القيس يوم الجمل.
[يُنظر: أسد الغابة، (١/ ٤٠١). و: سير أعلام النبلاء، (٣/ ٥٢٥)].
(٣) من مدن العراق، إلى الشرق من الكوفة في جنوب العراق بين دجلة والفرات، وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد بن أبي وقاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة ١٦ هـ، هي الآن مُحافظة مركزها مدينة الديوانية، تشتهر بزراعة الأرز والتمور، وصناعاتها اليدوية. [يُنظر: معجم البلدان، (٤/ ٢٩١). و: موسوعة المدن العربية والإسلامية، (٧٥)].
(٤) سنن ابن ماجه، (٤/ ١٩٠)، أبواب المناسك، ب من قرن الحج والعمرة، رقم (٢٩٧٠). قال شعيب الأرناؤوط وأصحابه: إسناده صحيح.
(٥) المائدة: ١٠١.

<<  <   >  >>