للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: لفظ (إبراز): فيه أن المسألة قبل هذا العمل كانت خفية على الناظر فيه - في نظر المبرز -، ويشمل ما يُتوقع خفاؤه؛ لأن المتوقّع يُنزل منزلة الواقع.

ثانيًا: لفظ (مسألة): هي التي يُطلق عليها (النّكتة)، والتنكيت هو إبرازها.

ولا يلزم أن تكون فقهيةً، بل يُمكن أن تكون غير فقهية يُخدم بها الشأن الفقهي في المُنكّت عليه.

ثالثًا: لفظ (دقيقة): وصف للمسألة، يخرج به المسائل الجلية، فهي بارزة لا تحتاج إلى إبراز، إلا في حالات نادرة، والنادر لا حكم له.

والوصف بالدقّة يُشير إلى أنّ استخراجها يحتاج إلى تأمل.

رابعًا: لفظ (بعبارة): يشمل المقول والمكتوب، وهي صيغة الإبراز.

خامسًا: لفظ (موجزة): وصف للعبارة، يُخرج العبارات المُطنبة.

وفي ذلك قول السرخسي (١) في (نكته على زيادات الزيادات): « ... ثم بالاقتداء بالسلف رحمهم الله في الاكتفاء بذكر المُؤْثَرات (٢) من النكات، مع ترك التطويل بكثرة العبارة، كما هو طريقة الماضين من علماء الدين رحمهم الله» (٣).

وصفة الإيجاز واضحة في كتب النكت.


(١) هو: أبو بكر: محمد بن أحمد بن أبي سهل، السرخسي - بفتح السين وفتح الراء وسكون الخاء -، شمس الأئمة، كان إماما علامة حجة متكلما مناظرا أصوليا مجتهدا، لزم الإمام شمس الأئمة أبا محمد الحلواني، حتى تخرج به، أملى «المبسوط» حتى باب الشروط وهو في السجن، كان محبوسا في أعلى الجب، بسبب كلمة نصح بها الأمراء، ، وله كتاب في أصول الفقه وشرح السير الكبير، أملاه وهو في الجب، وله شرح مختصر الطحاوي، قيل مات حدود ٤٩٠ هـ، وقيل غير ذلك.
[يُنظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية، عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي، (٣/ ٧٨). و: الفوائد البهية في تراجم الحنفية مع التعليقات السنية على الفوائد البهية، كلاهما لأبي الحسنات عبد الحي اللكنوي، (١٥٨)].
(٢) قال العتابي في شرحها: «أي المختارات». يُنظر: شرح أحمد بن محمد العتابي على النكت على زيادات الزيادات لشمس الأئمة السرخسي، قسم التحقيق، (٢).
(٣) النكت على زيادات الزيادات مع شرح العتابي، قسم التحقيق، (٢).

<<  <   >  >>