للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنشاء النفع قد يكون تلافيًا، كاستدراك ما فات في العمل السابق ومن صوره زيادات محمد بن الحسن (١) على (الجامع الكبير) في (الزيادات) و (زيادات الزيادات)، وزيادات مالك في (موطئه).

وقد لا تكون تلافيًا، كأن تُضاف مسائل هي على غير شرط العمل السابق؛ جمعًا للمسائل في مكان واحد، ومن صوره (النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات) (٢).

سابعًا: لفظ (أو يكمل): ضمير الفاعل المستتر عائد على النفع، والمعنى أن يكون في العمل السابق نفعٌ، ولكن يحتاج لإضافة مسائل ليكمل، كزيادة قيد، أو استثناء لم يُذكر في العمل السابق. واللفظ يُشير إلى الهدف الثاني من الزيادات.

ثامنًا: لفظ (في نظر المُضيف): الجار والمجرور متعلقان بـ (ينشأ) وبـ (يكمل)، وهو قيد يُفيد عدم التلازم بين الزيادات النافعة حقيقة في نظر كل ناظر وبين إطلاق الماهية، فيكفي في إطلاق الماهية أن تكون الزيادات نافعة في نظر المُضيف.


(١) هو: أبو عبد الله، محمد بن الحسن بن فرقد، الشيباني، الكوفي، العلامة، فقيه العراق، صاحب أبي حنيفة، أخذ عنه بعض الفقه، وتمم الفقه على القاضي أبي يوسف. وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها فولاه قضاء الرقة ثم عزله.
كان الشافعي يقول: ما ناظرت سمينًا أذكى منه، ولو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن، لقلتُ؛ لفصاحته. أقام عند مالك ثلاث سنين وكسرًا، وسمع من لفظه سبعمئة حديث. قال إبراهيم الحربي: قلت للإمام أحمد: من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال: من كتب محمد بن الحسن. ألف الكتب المعروفة بظاهر الرواية: المبسوط، والزيادات، والجامع الصغير والجامع الكبير والسير الصغير والسير الكبير، وله رواية لموطأ مالك، وله كتاب الآثار. توفي سنة ١٨٩ هـ.
[يُنظر: تاريخ بغداد، (٢/ ١٧٢). و: سير أعلام النبلاء، (٩/ ١٣٤). و: الفوائد البهية في تراجم الحنفية، (١٦٣)].
(٢) لأبي زيد القيرواني.

<<  <   >  >>