للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالتأمل في أعمال المُهذِّب يظهر أنّ عمل المُهذِّب لكتاب هو ما يعملُه المحرِّر له، وهو ما يعمله المنقِّح له، فالتهذيب والتحرير والتنقيح ألفاظ تتعاورُ منهجًا واحدًا في الأعمال العلمية، مع ملاحظة ما سبقت الإشارة إليه من أن التحرير قد لا يرتبط بعمل سابق، والكلام هنا في حالة ارتباطه بعمل سابق.

يُساعد على هذا الفهم - وهو تعاوُر الألفاظ على منهج واحد - تفسيرُ معانيها في المعاجم، وفي الكتب التي سُميت بها، من ذلك ما يلي:

في (لسان العرب): «ونقّح الكلام إذا هذّبه، وأحسن أوصافه» (١).

وفي (التوقيف): «والتحرير التهذيب، وأخذ الخلاصة وإظهارها» (٢).

وفي (الكليات): «وتنقيح الشعر وإنقاحه: تهذيبه» (٣).

وفي (المعجم الوسيط): «نقَّح ... الكلام أو الكتاب: هذَّبه وأصلحه» (٤).

وفي (تنقيح الفتاوى الحامدية): « ... ضامًّا إلى ذلك أيضًا (٥) بعض تحريرات نقّحتها ... » (٦).

وفي (دقائق المنهاج): «المحرَّر: المهذَّب المتقن» (٧).

ووصف (المحرّرَ) مؤلفُه بقوله: «هذّبته مختصرًا، ورتبته محرّرًا» (٨).

زِدْ على ذلك تفسيرَ هذه الألفاظ بالمعاني نفسها: من التلخيص، والتخليص، والإصلاح، والتوضيح، والحُسن، وإزالة العيوب (٩) ...


(١) (١٤/ ٣٣٣)، مادة (نقح). وكذا بلفظه في: النهاية في غريب الحديث والأثر، (٥/ ١٠٣).
(٢) (١٦٣).
(٣) (٣١٣).
(٤) (٩٤٤).
(٥) أي إلى ما ذكر أنه سيفعله في كتابه.
(٦) (١/ ١).
(٧) يحيى بن شرف النووي، (١/ ٢).
(٨) المطبوع مع النكت والفوائد السنية، (١/ ١). من قسم التحقيق.
(٩) تُراجع هذه المعاني في مطلبي التحرير والتنقيح، وما أُحيل إليه من مراجع.

<<  <   >  >>