للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

The Atlantic Monthly) في عدد سپتمبر ١٩٩٠م، بعنوان (جذور الغضب الإسلامي) (١).

ووفقًا لما قاله محررو الصحيفة، فإن مقالة هنتنجتون «أثارت نقاشًا طيلة ثلاث سنوات أكثر من أية مقالة قاموا بنشرها منذ الأربعينات» (٢).

وبعد ثلاث سنوات من الجدل والمناقشات - ولا تزال - عزز هنتنجتون نظريته في كتابه الضخم الذي أصدره عام ١٩٩٦م بعنوان (صراع الحضارات وإعادة بناء النظام الدولي).

يذهب هنتنجتون في أطروحته إلى أن «السنوات التي أعقبت الحرب الباردة شهدت البدايات لتغيرات مثيرة في هويات الشعوب والرموز التي تعود لتلك الهويات. وأخذت السياسات العالمية يُعاد صياغتها بما ينسجم مع الخطوط الثقافية» (٣).

يقول (٤): «وللفلسفة التي تتبصر في مصير العالم نظرة مثيرة للاشمئزاز إلى العصر الجديد، أجاد في التعبير عنها مايكل ديبدن Michael Dibdin [١٩٤٧ - ٢٠٠٧ م] في روايته (البحيرة الميتة Dead Lagoon)، حين يقول: "لا يمكن أن يكون ثمة أصدقاء حقيقيون، من دون أعداء حقيقيين. فما لم نكره غيرنا لا يمكن أن نحب أنفسنا". هاتيك الحقائق العتيقة نعود فنكتشفها الآن بألم بعد قرن وأكثر من الانحراف الوجداني. أما أولئك الذين ينكرونها فإنهم ينكرون عائلتهم وتراثهم وثقافتهم وحق ولادتهم، بل ينكرون جوهر أنفسهم! ولن يغفر لهم في شيء. إن الحقيقة المشئومة من بين هذه الحقائق العتيقة التي لا يمكن أن يتجاهلها رجال الدولة والعلماء هي أنه في السبيل الذي تسلكه الشعوب التي تسعى لإثبات هويتها وإحياء العرقية يكون الأعداء ضرورة جوهرية. وتحدث أخطر العداوات على الإطلاق وعلى نحو محتمل عبر خطوط الصدع بين حضارات العالم الرئيسة».


(١) ‍ See, Bernard Lewis: The Roots of Muslim Rage, Policy, vol. ١٧, no. ٤, p(٢٤)
(٢) انظر، صامويل هنتنجتون: صراع الحضارات، ص (١٢).
(٣) السابق، ص (١٨).
(٤) السابق، ص (١٩ - ٢٠) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>