(٢) يذكر ألكسي چورافسكي أن «الفئات المثقفة الواعية من المسيحيين تدرك بوضوح متزايد مع مرور الوقت أن وراء الكلمات الطنانة الكبيرة عن الرسالة التحضيرية لأوروپا، وعن دفاعها النزيه عن مصالح الأقليات وكرامتها، تتستر عمليًا المصالح المادية والسياسية لتلك الدول الغربية. ومن هنا، فإن النقد الموجه للغرب أصبح نقطة انعطاف مهمة في مؤلفات وكتابات مسيحيي الشرق العربي في مرحلة ما بين الحربين العالميتين .. إذ إن وضعهم لأنفسهم مقابل أوروپا (أو قل نقيضًا مضادًا لها في أحيان كثيرة) أقنعهم بالعودة مجددًا إلى أطروحة الأمة العربية». [انظر، ألكسي چورافسكي: الإسلام والمسيحية، ص (١٨٣ - ٤)].