للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وبأيديهم سيف ذو حدَّين. ينتقمون من جميع الأمم ويؤدبون جميع الشعوب. يقيدون ملوكهم بالقيود وأمراءهم بسلاسل من حديد. ينزلون بهم القضاء المكتوب» (١).

وبعد أن طبعت المسودة عرضتها على أحد من أثق برأيهم. تلقيت منه ثناءً حسنًا على حسن التنسيق والإعداد، ولكني صدمت بقوله - الذي مفاده - أني لم أضف شيئًا جديدًا!!

حقيقة شعرت بالحزن المخلوط بالتعجب؛ فلم أكن أتوقع أن يكون أحد قد قدم هذا الموضوع على الوجه الذي قدمته به، وسوء تقديري هذا للأمر كان مرده - كما أحسب - إلى العُجب وضيق الاطلاع، ورحم الله الإمام ابن الجوزي (ت. ٥٩٧هـ) إذ يقول (٢): «أفضل الأشياء التزيد من العلم، فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافيًا استبد برأيه، وصار تعظيمه لنفسه مانعًا له من الاستفادة، والمذاكرة تبين له خطأه» اهـ.

ولكن اليأس - بفضل الله وكرمه - لم يجد إليَّ مسلكًا، وشعرت بأن ما حدث هو من رحمة الله تعالى بي. فأصررت على إكمال المسير، وتوقفت عن الكتابة لفترة، وعكفت على الاطلاع وإعادة النظر في المسألة. وكان همي - لا يزال - هو تقوية مصادر البحث وإضفاء الجديد المميَّز، ولكن على الوجه الذي يخدم المسار ذاته!

وكان مما وقفت عليه هو مصنَّف الباحث الدكتور العلَم عبد الوهاب المسيري رحمه


(١) المزمور ١٤٩: ٦ - ٩
(٢) ابن الجوزي: صيد الخاطر، ص (١١٣).

<<  <   >  >>