= الماسونية الكبار في ألمانيا ومنشئ بعض فرقها المعروفة بفئة المتنورين Illuminati، نريد الدكتور وَيسهوپت Adam Weishaupt [١٧٤٨ - ١٨٣٠ م] ... ومن أجداد الماسونيين الذين لهم حقوق الأبوة عليهم شيعة الهيكليين. كان هؤلاء أول أمرهم طائفة رهبانية مركزها في القدس الشريف أنشئت للدفاع عن الأراضي المقدسة في أيام الصليبيين، إلا أنها بعد حقبة من الدهر زاغ رهبانها عن قوانينهم، وأهملوا نذورهم الصالحة، وتسرب إليهم حب الملاذ، فاختلطوا بشيع شرقية ساد فيها الفساد، وائتسوا بآداب أصحابها، وحذوا حذوهم في المنكرات فشذبتهم الكنيسة وأمرت بإلغائهم، وبقي منهم بقايا نفثوا بعد ذلك سمَّهم بالشيع الماسونية ... وأخيرًا في الماسونية أيضًا وفي طقوسها وشعائرها وأحكامها عدة أشياء تشير إلى تاريخ اليهود وسننهم وعاداتهم ولا سيما إحدى شيعهم السرية بعد المسيح تعرف بشيعة القبَّاليين انتشرت في العصور الوسطى ومزجت بين التعاليم الفلسفية والأقوال السفسطية والأضاليل السحرية ... وآثار تلك الشيعة اليهودية ظاهرة في أعمال الماسونية ورُتبها وأزيائها وطقوسها وشعائرها السرية ... فكل هذه النِحَل التي سبق ذكرها قد تعاقبت وتناصرت وائتلفت فتركبت من مجموعها الشيع الماسونية فكانت تلك الفرق كسواعد جرت مياهها إلى نهر كبير أو بالأحرى كجداول إلى سيل جحاف هد سدوده وتجاوز حدوده وعاث ما شاء في السهول والأودية» اهـ[لويس شيخو: السر المصون في شيعة الفْرِمَسُون، الكراس الأول، ص (٥ - ١٢) باختصار]. يقول الدكتور المسيري: «والماسونية هي بنت محيطها الحضاري التاريخي والجغرافي، فلا يوجد نسق عالمي واحد ينطبق على الماسونيين في كل زمان ومكان، فقد كانت ألمانية في ألمانيا، وإنجليزية في إنجلترا وفرنسية في فرنسا. ولذا، فقد تغيرت هي ذاتها مع تغير أوروپا ... وتقوم بعض أدبيات معاداة اليهود بالربط بين اليهود والماسونيين وتذهب إلى أن ثمة تعاونًا سريًا بين الفريقين للسيطرة على العالم ولتخريب المجتمعات ... وغني عن القول أن مثل هذه العلاقة التآمرية (المباشرة) لا وجود لها. وبحسب ما توفر لدينا من وثائق، ليست هناك هيئة مركزية عالمية تضم كل المحافل الماسونية. كما أن هناك يهودًا معادين للماسونية وماسونيين معادين لليهود ... وتحرم اليهودية الأرثوذكسية على اليهود الانضمام إلى المحافل الماسونية، وتعتبر من ينضم إليها خارجًا على الدين، هذا على خلاف الصيغ اليهودية المخففة مثل اليهودية الإصلاحية ... وقد قامت بعض المحافل الماسونية العربية بنقد الصهيونية واشتركت بعض القيادات الماسونية في المقاومة ضد الاستيطان الصهيوني. وعكس ذلك صحيح أيضًا ... وقد برز اليهود في الحركة الماسونية؛ فقد حلت الماسونية مشكلة هؤلاء اليهود الذين اغتربوا عن يهوديتهم، والذين ازدادت معدلات العلمنة بينهم، والذين كانوا يريدون الاندماج في مجتمع الأغيار ولكنهم لا يريدون التنصر» [د. عبد الوهاب المسيري: اليد الخفية، دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية، ص (١٢٥ - ١٣٦) باختصار وتصرف]. =