للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحن دعاة الصهيونية، وكانوا يقولون: إن اليهودي الروسي يجب أن يصلح روسيا وطنه، لا أن يتهرب منها، ويدعو نفسه يهوديًا. وكنت أنا أبادلهم احتقارًا باحتقار، وكرهًا بكره ...»، ومعلوم أن فلاديمير لينين Vladimir Lenin (١٨٧٠ - ١٩٢٤ م) وچيورچي پليخانوف Georgi Plekhanov (١٨٥٦ - ١٩١٨ م) وليون تروتسكي Leon Trotsky (١٨٧٩ - ١٩٤٠ م) وغيرهم هم من رواد الشيوعية الملحدة، وأن أصول كثير منهم يهودية. فكيف تكون إذن حكومة عالمية واحدة كما تذكر الپروتوكولات في ظل مشاعر الكره المتبادلة تلك؟ هل يحمل كلامه على أنه تقية؟! هذا مستبعد.

ولقد قال ربنا - عز وجل -: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا} (١)، فكيف يعتقد إذن أن لليهود حكومة عالمية وأنهم «لا تتأدى بهم الغفلة - وهم يؤسسون إسرائيل في فلسطين أو أقطار الشرق الأوسط - إلى حد نزوحهم جميعًا من أقطار العالم، وتكدسهم في هذه الدولة، وإن كل ما يهدفون إليه هو اتخاذ هذه الدولة مركزًا يتدفق إليه ذهبهم، ويسيطرون منه على التجارة وأعمال الصيرفة العالمية بين الشرق والغرب، وينشرون منه المكايد التي تطيح بالعوائق ضد تسلطهم على العالم. هذا مع احتفاظهم بتشتتهم في أقطار الأرض كما هم الآن، ليسيطروا عليها ويستغلونها، فمن ضاق به العيش في قطره هجره إلى هذه الدولة»؟! (٢).

الشاهد: أنه من أجل إعطاء الأمور حجمها الطبيعي، بلا تهوين أو تهويل، لا بد من إخضاعها لمركَّب من الظروف الاجتماعية المحيطة بها. وإن كان اليهود قد برزوا في


(١) الأعراف: ١٦٨. يقول الدكتور حسن ظاظا رحمه الله: «جميع البحوث الاجتماعية والتاريخية والأنثروپولوچية تؤكد أن اليهودي يعتبر من أبعد الجماعات البشرية عن النقاء العنصري الذي يدَّعيه، وفي ذلك يقول العلامة السويسري أوچين پيتار Eugène Pittard [١٨٦٧ - ١٩٦٢ م]: "إن جميع اليهود في نظر علماء الأنثروپولوچيا Anthropology [علم الإنسان]، على الرغم من كل ما يدَّعيه اليهود المنضوون تحت الفكرة العنصرية الإسرائيلية، بعيدون عن الانتماء إلى جنس يهودي. وكما يقول رينان [أظنه يقصد الفيلسوف الفرنسي إرنست رينان Ernest Renan (١٨٢٣ - ١٨٩٢ م)]: (لا تجد سَحْنة يهودية، بل هناك عدة سحنات يهودية) ". وليس هناك أصح من قوله هذا» اهـ[د. حسن ظاظا: الشخصية الإسرائيلية، ص (٣٥)].
(٢) محمد خليفة التونسي: الخطر اليهودي، ص (٨٠ - ١).

<<  <   >  >>