للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨٧٣ م). ولقد صاغه بأسلوبه الساخر في صورة خمسة وعشرين حوارًا دار بين روح كل من نيكولو مكيافيللي وشارلز مونتيسكيو (١٦٨٩ - ١٧٥٥م) مقسمة إلى أربعة أقسام. وفيه يمثل مونتيسكيو التيار الليبرالي في حين يمثل مكيافيللي الطغيان والاستبداد، ويقرن چولي بأسلوبه بين الاتجاهين ويصف الطرق السرية التي من خلالها تتمخض الليبرالية عن طاغية مثل ناپليون الثالث (١).

وترتب على تأليف چولي للكتاب أنه تم اعتقاله من قبل شرطة ناپليون الثالث وحكم عليه بالسجن لمدة [خمسة عشر شهرًا، وبغرامة مالية قدرها مائتي فرانك] (٢)، وصادرت الشرطة ما توصلت إليه من نسخ، وحظرت طباعة أو نشر الكتاب [وذلك حتى عام ١٩٣٣م].

يذكر (إكس) هذا أن كتاب چولي - الذي قد حصل عليه بالصدفة - قد أزال الغموض المحيط بحقيقة الپروتوكولات، يقول جرافز: «منذ عدة أشهر اشترى المراسل إكس عددًا من الكتب القديمة من ضابط سابق في الپوليس السياسي الروسي (أوخرانا Okhrana) كان قد فر هاربًا إلى القسطنطينية وأقام فيها. وكان من بين هذه الكتب الكتاب الفرنسي المذكور. وعند الاطلاع عليه لاحظ (إكس) التماثل المريب بين نَصه وبين نَص فقرات الپروتوكولات، خاصة الحوارات (١ - ١٧) والپروتوكولات (١ - ١٩) مع وجود بعض الفروق الطفيفة» اهـ.

ويعرض فيليپ جرافز في مقالته الثانية (الأربعاء ١٧ أغسطس ١٩٢١م) عدة مقارنات بين نصوص الكتاب الفرنسي والپروتوكولات، نذكر هنا بعضها، وذلك بعد مطابقتها بنسخة بروكسل لعام ١٨٦٨م من كتاب موريس چولي.

جاء في الپروتوكول الأول: «يجب أن يلاحظ أن ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر


(١) انظر، موسوعة ويكيپيديا، مادة: Maurice Joly.
(٢) حسب ما جاء في مقدمة طبعة بروكسل لعام ١٨٦٨م، في حين أن جرافز يذكر في مقالته أنه قد حُكِم على چولي بالسجن ثمانية عشر شهرًا ولم يذكر الغرامة المالية.

<<  <   >  >>