للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الخصوص في محاولة منه لإقناعه بالأمر، وفيما يبدو لي أن هذه الوثيقة لم تكن موجهة للقيصر على وجه الخصوص، بل لإثارة الرأي العام كذلك - وإن كانت أعدت للقيصر في المقام الأول -، وما دعم ذلك في نظري ما ذكرته الموسوعة الحرة من أن هذه الوثيقة التي انتقلت من پاريس إلى روسيا عن طريق إحدى عميلات راتشكوفسكي تدعى يوليانا جلينكا Yuliana Glinka (١٨٤٤ - ١٩١٨ م) (١)، ورد ذكرها لأول مرة في الصحف الروسية في إپريل من عام ١٩٠٢م، في جريدة سان بطرسبرج (التايمز الجديدة Novoye Vremya)، حيث ذكر الصحافي المحافظ ميخائيل منشيكوف Mikhail Menshikov (١٨٥٩ - ١٩١٨ م) - في سلسلته (رسائل إلى الجيران) تحت عنوان (مخططات ضد الإنسانية) - التقاءه بيوليانا جلينكا (ولكنه لم يسمها في حينه)، وهي التي عرضت عليه الوثيقة وحاولت إقناعه بصحة ما جاء فيها، ولكنه بعد أن قرأ بعض فقراتها رابه الشك في صحتها ومن ثم لم ينشرها. ثم بعد ذلك نُشرت الوثيقة عام ١٩٠٣م مقسمة على تسع مقالات متتالية في جريدة (الراية Znamya) الروسية في الفترة من ٢٨ أغسطس إلى ٧ سپتمبر (٢)، ثم نشرها سرچي نيلوس في كتابه عام ١٩٠٥م كما سيأتي.

يقول ليپيخين: «لا أظن أن جولوفينسكي كان يقدِّر مدى خطورة عمله هذا، فهو في وقت الإعداد كان يحدِّث به إحدى صديقات والدته، وهي الأميرة كاترين رادزيفيل Catherine Radziwill (١٨٥٨ - ١٩٤١ م)، وكان يقرأ لها بعض فقراته. وكانت هي الوحيدة في فترة العشرينات التي صرحت لإحدى الصحف اليهودية بأن جولوفينسكي هو مؤلف الپروتوكولات الحقيقي. ولكن كلامها لم يستند إلى دليل، وشهادتها اشتملت على بعض المغالطات، ومن ثم لم يعتد بقولها» اهـ.

ولعل المغالطة التي وقعت فيها رادزيفيل - على حد اطلاعي - هي تحديد الفترة الزمنية التي كتب فيها جولوفينسكي هذه الوثيقة، حيث ذكرت أنه أعدها في الفترة ما بين عامي ١٩٠٤ و١٩٠٥م حينما كان يعمل في جريدة (لوفيجارو) الفرنسية بمرافقة


(١) انظر، موسوعة ويكيپيديا، مادة: Pyotr Rachkovsky.
(٢) انظر السابق، مادة: Znamya.

<<  <   >  >>