للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرثوذكسي (أوپتينا پوستين Optina Pustyn) حيث ربطته هناك علاقة قوية مع سرچي نيلوس. ولكنه حينما قرأ كتابه أصابه الشك في صحة الپروتوكولات، ولما قام بمراجعة نيلوس في أمرها وجد نفسه مصطدمًا بشخص متعصب يجيب بسذاجة: «نحن نسلم أن الپروتوكولات مزورة، ولكن أليس من مهام الرب أن يكشف لنا عما يدبَّر من شرور؟ أليس في استطاعته، وفقًا لاعتقادنا، أن يحيي عظام الكلب؟ إذن فبإمكانه أن يخرج نذير الحق من فمٍ كاذب!» اهـ.

وحينما راجت الپروتوكولات وأثارت القلاقل في داخل روسيا، أمر رئيس مجلس الوزراء الروسي پيوتر ستوليپن Pyotr Stolypin (١٨٦٢ - ١٩١١ م) بإجراء بعض التحريات السرية حولها، والتي كشفت خيوط (المؤامرة الپاريسية). حينها أخبر ستوليپن نيكولا الثاني بالأمر، والذي رغم ولعه الشديد بها، أصدر قراره بمصادرة نسخ الپروتوكولات ومنع نشرها في روسيا، وقال: «إن الدوافع الطيبة لا ينبغي أن تدعم بمثل هذه المسالك الحقيرة» (١). ولكن رغم ذلك، وبسبب تلك الدوافع الطيبة! استمرت الپروتوكولات في الانتشار، خاصة - كما تذكر بن-إيتو - وقد نجحت الضغوط التي مارستها الأميرة إليزافيتا ووصيفة أختها إلينا أوزيروفا على هيئة مراقبة المطبوعات الروسية للعدول عن قرارات القيصر ورفع حظر النشر.

وبعد اندلاع الثورة الروسية في عام ١٩١٧م التي عرفت بأنها ثورة يهودية من الدرجة الأولى، راجت الپروتوكولات في أوروپا، وترجمت إلى عدة لغات، ثم انتقلت إلى أمريكا وقد تبنى نشرها هنري فورد Henry Ford (١٨٦٣ - ١٩٤٧ م) رائد صناعة السيارات الأمريكية. وظهرت أول نسخة عربية عام ١٩٢٦م في دورية الرومان الكاثوليك في القدس المعروفة باسم (رقيب صهيون)، وتوالت بعدها الترجمات العربية التي من أشهرها ترجمة محمد خليفة التونسي الصادرة في عام ١٩٥١م (٢).

...


(١) انظر السابق، مادة: The Protocols of The Elders of Zion.
(٢) انظر السابق نفسه، ومادة: Henry Ford.

<<  <   >  >>