للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفسه إلقاء المواعظ عليهم والإقناع بالأشكال المشروعة الأخرى (١).

يقول الحاخام يواكيم پرنز (٢): «ومن الإنصاف أن نلاحظ أن كل بابا منذ أيام جريجوري الأول كان يصدر تحذيرات شديدة اللهجة ضد استعمال القوة للتحول إلى الديانة المسيحية، ولكن هذه التحذيرات لم تكن ذات جدوى، إذ إنه كثيرًا ما استعملت القوة، وأصبح عدد المتحولين بسبب الضغط والتهديد كبيرًا».

كذلك يذكر أن «السلطات الكاثوليكية الرسمية تعد تحول اليهود إلى المسيحية أمرًا يدعو للشك، وفي كاتدرائية ريمس Reims هنالك صورة مجسمة لخنزيرة، تُدعى (الخنزيرة اليهودية Judensau) - وقد أصبحت نموذجًا يحتذى به انتشر في العصور الوسطى، ويشاهد في كثير من الكنائس الألمانية والسويسرية - وتحت هذا الرسم هنالك شرح تفسيري يقول: "كما أن الفأر لا يمكن أن يأكل السنور، كذلك لا يمكن لأي يهودي أن يصبح مسيحيًا حقًا"» (٣).

وتجدر الإشارة إلى أن علاقة الكنيسة باليهود كانت مضطربة ولا تسير على وتيرة واحدة، ويلخص هذا الوضع پرنز بقوله (٤): «عند انتخاب بابا جديد، كانت (السكولا Scholae) في روما - وهي الهيئة التي تمثل المجموعات العرقية والوطنية في المدينة - تجتمع بعد أن يرتدي أفرادها ملابس الأعياد، لتقديم فروض الطاعة والولاء لحاكم الكنيسة الجديد، وكان اليهود يحتلون مركزهم المخصص لهم على طريق مرور موكب البابا ... وهناك كان اليهود يقفون وفي مقدمتهم الرباني العظيم، ومعه أعيان اليهود


(١) السابق (٤/ العصور الوسطى في الغرب) باختصار.
(٢) يواكيم پرنز: بابوات يهود من جيتو روما، ص (٣٩). ويواكيم پرنز (١٩٠٢ - ١٩٨٨م) هو حاخام يهودي صهيوني من أصل ألماني، هاجر إلى الولايات المتحدة، وهناك نصب نائبًا لرئيس المؤتمر الصهيوني العالمي، كما أصبح بعد ذلك قطبًا لامعًا في المنظمة الصهيونية العالمية، إضافة إلى كونه صديقًا حميمًا إلى جولدا مائير Golda Meir (١٨٩٨ - ١٩٧٨ م). [انظر، إسرائيل شاحاك: اليهود واليهودية، ثلاثة آلاف عام من الخطايا، ص (١١٤)].
(٣) السابق، ص (٣٨).
(٤) السابق، ص (٢٦ - ٧) باختصار.

<<  <   >  >>