للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقيمته الأدبية. ولقد عبَّر لوثر عن تأييده لروشلين في عام ١٥١٤م - والذي قد جرى استجوابه قبل محاكم التفتيش بسبب انشغاله بدراسة الأدب العبري - بقوله: "فلنصلِّ جميعًا من أجل روشلين" (١).

كذلك فلقد استفاد لوثر كثيرًا من تعلمه العبرية، خاصة عام ١٥١٩م حينما قدم العالم اليهودي المتنصر ماتيو أدريان Matthew Adrian للتدريس في جامعة فتنبرج، والذي حرص لوثر أشد الحرص على إدراكه والنيل من علمه.

ولكن هذا لا يعني الإشارة إلى أن لوثر كان مدافعًا عن اليهودية كديانة، إنما كان اهتمامه الأول - كما يذكر هو نفسه - "حفظ الأدب العبري لأجل الدراسات العلمية، لا لأجل فضائل اليهود واليهودية في حد ذاتها"» (٢).

ولكن على الرغم من ذلك يلاحظ أنه في مطلع عام ١٥٢٠م، حينما شرع لوثر في ترجمة الإنجيل، يلاحظ أنه قد اتخذ موقفًا مغايرًا تجاه اليهود خلافًا لما كانت عليه ثقافة العصور الوسطى السائدة حينذاك، حيث بدا في كتاباته الميل نحو ملاطفة اليهود واستمالة قلوبهم، وكان مما قاله في شأنهم، وذلك عام ١٥٢١م (٣): «يجب علينا عدم معاملة اليهود بهذه القسوة، لأن سيكون منهم النصارى في المستقبل، وهم يتغيرون في كل يوم». كذلك قال بأسلوبه غير المهذب المعهود (٤): «يفتخر الكثير من الناس بغباء عجيب حينما يصفون اليهود بأنهم كلاب ومجرمون، أو كما يحلو لهم أن يصفوهم. في حين أنهم لا يدركون من هم في نظر الرب. إنهم ينهالون عليهم بالشتائم بوقاحة، في حين أنه يجب الإشفاق عليهم، والخوف من أن يحل عليهم نفس العقاب الذي حل بهم. إضافةً إلى ذلك، وبثقة شديدة، يعلنون بتهور أنهم هم المباركون وغيرهم هم الملعونون ...


(١) Jaroslav Pelikan and Helmut T. Lehmann: Luther's Works, ٤٨:١٠, CPH: St. Louis, AF: Minneapolis, ١٩٥٥ - ١٩٨٦
(٢) ibid., ٤٧:١٢٧
(٣) ibid., ٢١:٣٥٤
(٤) ibid., ٢٥:٤٢٨

<<  <   >  >>