للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤتمر الصهيوني السابع (١٩٠٥م) حيث وصفت تصريحاته بأنها «معاداة صريحة للشعب اليهودي بأسره»، كما هاجمته الصحافة البريطانية أيضًا (١).

وقد تجلت في هذه الفترة جهود حاييم وايزمان (والذي كان قد ترك انطباعًا جيدًا بسبب اكتشافه لمادة الأسيتون) لدى حكومة بلفور، «وقد اقترح وايزمان وغيره من الصهاينة حل المشكلة (من أعلى) من ناحية المصالح الإمپريالية، وليس من (أسفل)، من ناحية الجماهير اليهودية» (٢).

يقول وايزمان (٣): «وكانت مقابلتي الأولى للورد بلفور في عام ١٩٠٦م ... وكانت (إنجليزيتي) في ذلك الزمن لا تزال ضعيفة، ومع ذلك كان يتتبع كلامي في عناية واهتمام وعطف. وقد افتتح بلفور الحديث معي بسؤالي: "لماذا يوجد يهود معارضون فكرة أوغندا؟ إن الحكومة البريطانية معنية بكل إخلاص وعطف باليهود وآمانيهم، فلماذا لا تتعاونون معنا؟ "، وهنا اندفعت أنا في الشرح والبيان ... قلت له إن الصهيونية حركة سياسية قومية، ولكن لها ناحيتها الروحية. وقلت إنه لن يكتب النجاح للصهيونية السياسية القومية إلا إذا عنينا أولًا بناحيتها الروحية وأثرنا بذلك الحاسة الدينية في اليهود. وهل هناك ما يصلح لتحقيق هذا كله إلا فلسطين؟» (٤).


(١) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٤/ إنجلترا منذ عصر النهضة) و (٦/ چيمس بلفور) بتصرف.
(٢) د. عبد الوهاب المسيري: الپروتوكولات واليهودية والصهيونية، ص (١١٣).
(٣) مذكرات وايزمان، ص (٢٠ - ١) باختصار.
(٤) يقول المسيري: «وافقت إنجلترا على توطين بعض اليهود في تلك الرقعة من إفريقيا [أوغندا]. وقد وافق المؤتمر الصهيوني السادس (١٩٠٣م) بأغلبية ٢٩٥ صوتًا مقابل ١٧ صوتًا على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق (لدراسة إمكانيات الاستيطان اليهودي هناك). وعندما انسحب بعض أعضاء الوفود احتجاجًا على القرار، أعيد التصويت مرة أخرى ليحصل القرار المقترح على موافقة الأغلبية مرة ثانية، وهذا ما لا تذكره المراجع الصهيونية ليبينوا مدى تمسك اليهود بأرض الميعاد. وكان من بين مؤيدي مشروع أوغندا في المؤتمر الأعضاء الذين مثَّلوا المستوطنين الصهاينة في فلسطين. وفي المؤتمر الصهيوني السابع (١٩٠٥م) رفض المجتمعون مشروع أوغندا بعد أن قدمت لجنة تقصي الحقائق، التي بعث بها المؤتمر السادس إلى المنطقة، تقريرًا سلبيًا، أي إن أساس الرفض لم يكن دينيًا، ولا يعبِّر عن تمسك ديني بأرض الميعاد» اهـ[د. عبد الوهاب المسيري: الپروتوكولات واليهودية والصهيونية، ص (١٣٥) بتصرف يسير].

<<  <   >  >>