شك في أن السبب لإلقائه هو الحد من هجرة اليهود من أوروپاالشرقية وإنقاذ إنجلترا من "المآسي الأكيدة التي أصابت البلاد نتيجة هجرة هي في معظمها يهودية"، وكان رد فعل المؤتمر الصهيوني السابع هو "اتهام بلفور باللاسامية الصريحة ضد الشعب اليهودي كله".
وحتى في عام ١٩١٤م اعترف بلفور لوايزمان بأنه كان يشارك كوزيما فاجنر Cosima Wagner [(١٨٣٧ - ١٩٣٠ م)، وهي معروفة بكونها أحد أشهر الشخصيات المعادية للسامية] كثيرًا من مشاعرها اللاسامية. وكان بلفور قد التقى بها في بايروت Bayreuth وبحث معها محنة اليهود في ألمانيا.
وإعلان بلفور، الذي يعتبر تجسيدًا للصهيونية السياسية، كما أن شجبه العلني المتكرر لاضطهاد اليهود في أوروپاالشرقية حيث "كانت معاملة الجنس اليهودي عارًا على المسيحية" لا يعفيانه من لاساميته. وعلى النقيض من ذلك فإن مواقف بلفور الغامضة المبهمة من المسألة اليهودية تدفعنا إلى القناعة بأن الصهيونية والعنصرية واللاسامية إنما هي جوانب لظاهرة واحدة. فطبيعة الصهيونية لم تكن ملائمة للاسامية فحسب، ولكنها كانت تشجعها».
يقول المسيري (١): «وقد يبدو الأمر لأول وهلة وكأنه نوع من التناقض الواضح الذي يقترب من الشيزوفرينيا ... ويتجلى هذا المزيج من الكره والإعجاب من جانب بلفور في تلك المقدمة التي كتبها لمؤلَّف سوكولوف (تاريخ الصهيونية History of Zionism) حيث يبدي معارضته لفكرة المُستوطَن البوذي أو المُستوطَن المسيحي؛ فالمسيحية والبوذية في رأيه هما مجرد أديان، ولكنه يقبل فكرة المُستوطَن اليهودي لأن "العرق والدين والوطن" أمور مترابطة بالنسبة إلى اليهود كما أن ولاءهم لدينهم وعرقهم أعمق بكثير من ولائهم للدولة التي يعيشون فيها» اهـ.
وقبيل إعلان وفاة دولة الخلافة رسميًا، «طُرحت واقعيًا ضرورة الاتفاق على خطوط عامة لقسمة التركة.
(١) د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٦/ چيمس بلفور) بتصرف يسير.