للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سپتمبر، وقابله روتشلد في ٢٠ منه ... ولما قابلت بلفور أبدى لي كل عطف، وقال لي: "أنا لم أتأثر قط بمسلك مونتاجو ولم تتبدل عواطفي". ولما قابله روتشلد، قال له روتشلد: "عندي ما يقنعني بأن عضوًا في الوزارة يعمل ضدنا". فأجابه بلفور: "لا تهتم بذلك، فإن مونتاجو عضوًا في الحكومة لا في الوزارة".

لما وضع بياننا أمام وزارة الحرب [٤ أكتوبر ١٩١٧م]، وقف إدوين مونتاجو وألقى خطابًا مؤثرًا ينقض فيه البيان، والفكرة التي يرمي إليها، وبلغ من تأثره، وهو يتكلم، ويحذر من بغية أعمال الصهيونيين أنه بكى ...

وفي يوم ٩ أكتوبر ١٩١٧م، استطعت أن أبرق إلى [لويس] برانديس [الزعيم الصهيوني البارز] في أمريكا لأقول: اقترحت الوزارة بعد مداولات واتصالات، أن تعدل البيان كما يلي:

"تنظر حكومة جلالته بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للجنس اليهودي وسوف تبذل أحسن جهودها لتسهيل تنفيذ ذلك، ويجب أن يكون مفهومًا أنه لن يجري شيئًا مما عسى أن يمس أو يؤثر في اتفاق الطوائف الأخرى في فلسطين المدنية والدينية. كما أن تحقيق هذه الغاية يجب أن لا يؤثر على الحقوق السياسية لليهود في خارج فلسطين".

وقد طلبت في البرقية أن يسعى برانديس للحصول في الحال على موافقة ويلسون على هذا البيان الذي وافقت عليه حكومة جلالته.

وقد كان تدخل مونتاجو هو السبب في تغيير هام في البيان، أما التغيير الأول: فهو أننا ذكرنا في بياننا "حق اليهود في إقامة حياتهم القومية في فلسطين"، بينما أن بيان الحكومة تكلم عن إنشاء وطن قومي في فلسطين. والفرق بين النصين كبير؛ ففي بياننا اعتراف بأن فلسطين كانت لنا في الماضي، وأننا عائدون إليها لإعادة بناء حياتنا القومية فيها، فأين هذا من إنشاء وطن قومي لنا في فلسطين؟

والتغيير الثاني: أننا تكلمنا في بياننا عن الشعب اليهودي، وتكلم بيان الحكومة عن الجنس اليهودي. إلا أننا، نحن دعاة الصهيونية، لم نسكت ... وأخيرًا اضطرت الوزارة إلى أن تؤلف لجنة يهودية قوامها أربعة أعضاء من الصهيونيين وأربعة أعضاء غير صهيونيين، وعرضت علينا نص بيانها لنحكم له أو عليه.

<<  <   >  >>