أن تذيعه الحكومة البريطانية، ووعد بأن يعرض البيان الذي أكتبه أنا على وزارة الحرب للموافقة عليه.
وقد تعاون أعضاء اللجنة السياسية الصهيونية برئاسة سوكولوف على وضع صيغة البيان واشتركت أنا فيه. وبعد بحث طويل اتفقنا على صيغته وسلمناه في ١٨/ ٧/١٩١٧م للورد بلفور، وهذا هو نصه:
"إن حكومة جلالته بعد النظر في غايات المؤسسة الصهيونية تقبل مبدأ الاعتراف بفلسطين وطنًا قوميًا للشعب اليهودي في أن يبني حياته القومية في فلسطين تحت حماية تقام بعد عقد الصلح ونهاية الحرب في مصلحة الحلفاء.
وترى حكومة جلالته، صيانةً لهذا المبدأ، أن تمنح الحكم الذاتي الداخلي للقومية اليهودية في فلسطين مع حرية الهجرة لليهود، وتأسيس منظمة قومية يهودية لإعادة بناء التطورات الاقتصادية للبلاد.
أما شروط ومظاهر ذلك الحكم الذاتي وبراءة تأسيس المنظمة القومية اليهودية، فترى حكومة جلالته أن تبحث فيما بعد الدرس الوافي، مع ممثلين عن المؤسسة الصهيونية".
ولكن بقي أن توافق عليه وزارة الحرب، فلقد كانت في بريطانيا في الحرب الأولى مثلما كان لها في الحرب الثانية وزارتان؛ الأولى الوزارة العامة، والأخرى وزارة الحرب. وقد دلتني تحرياتي على أن الوزارتين موافقتان على النص، وأن الموافقة الأخيرة مضمونة إلا إذا تدخل المعارضون اليهود في الأمر.
وفي ١٨ سپتمبر سنة ١٩١٧م علمت أن البيان وضع أمام الوزارة العامة لبحثه وكان متغيبًا عن الاجتماع بلفور ولويد چورچ. فلما عرض البيان للبحث اعترض إدوين مونتاجو Edwin Montagu [١٨٧٩ - ١٩٢٤ م]- وهو عضو يهودي في الحكومة - على البيان وعلى عرضه على الوزارة (١)، فسحب من الأجندة ...
وفي ذلك اليوم الذي سحب فيه البيان من أمام الوزارة بسبب تدخل مونتاجو اليهودي، طلبت أنا واللورد روتشيلد مقابلة بلفور، فحدد لنا ميعادين لذلك، فقابلته أنا في ١٩