للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وايزمان استقالته من رئاسة الوكالة اليهودية احتجاجًا على ما اعتبره إنكارًا لحقوق وآمال (الشعب اليهودي) في إنشاء وطن قومي.

وفي مايو ١٩٣٩م صدر (كتاب ماكدونالد الأبيض MacDonald White Paper)، والذي تضمن «أن الحكومة البريطانية قد تبنت سياسة جديدة غير سياسة التقسيم، وأن حكومة صاحب الجلالة تعلن - حتى تزيل أية شكوك - أنها لا تتبنَّى أية سياسة ترمي لجعل فلسطين دولة يهودية»، ذلك لأن «هذا يُعدُّ منافيًا لالتزاماتها تجاه العرب بمقتضى صك الانتداب، إذ أن هدف الحكومة البريطانية هو خَلْق دولة مستقلة خلال عشر سنوات ... يمكن فيها تأمين الحقوق الأساسية لكل من العرب واليهود، وستكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي إلقاء مسئولية الإدارات الحكومية على عاتق كل من اليهود والعرب وفقًا لنسبتهم العددية».

وقد قرَّرت الحكومة في هذه الوثيقة وَقْف الهجرة اليهودية لا على أسس اقتصادية هذه المرة، ولكن على أساس مبدأ سياسي «ذلك أن الحكومة لا تستطيع أن ترى في وثيقة الانتداب أيَّ دليل على أن الهجرة يجب أن تستمر إلى الأبد ... أو أن قدرة البلاد الاقتصادية على امتصاصها يجب أن تكون المعيار الوحيد، إذ أن خوف العرب من الهجرة اليهودية غير المحدودة يجب أيضًا أن يؤخذ بعين الاعتبار عند وضع سياسة الهجرة».

وقد اعتادت الحركة الصهيونية أن تنظر لهذه الوثيقة باعتبارها بداية (الخيانة النهائية) للالتزامات الواردة في إعلان بلفور (للشعب اليهودي) وللانتداب البريطاني على فلسطين. وأعلنت الحرب ضد الانتداب البريطاني على فلسطين منذ صدورها (١).

تقول جريس هالسل (٢): «استنادًا إلى صحيفة دافار الإسرائيلية Davar فإن ستانلي جولدفوت Stanley Goldfoot - سكرتير مؤسسة هيكل القدس The Jerusalem Temple Foundation - هو الذي وضع القنبلة التي دمرت جناحًا في فندق الملك


(١) السابق (٦/ الكتاب الأبيض) باختصار.
(٢) جريس هالسل: النبوءة والسياسة، ص (١٢٢) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>