للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

داود في القدس في ٢٢ يوليو ١٩٤٦م، وكانت تقيم في الفندق السكرتارية العامة لهيئة الانتداب البريطاني، كما كان ينزل فيه عدد من ضباط الأركان العسكرية العامة. لقد أسفرت تلك العملية عن مقتل حوالي ١٠٠ بريطاني ومسئولين آخرين، وكما خطط الصهيونيون فقد أدى ذلك إلى تسريع الانسحاب البريطاني من فلسطين» اهـ.

ووعيًا منه بأن المصالح البريطانية قد تتعارض مع مصالح الصهيونية، بدأ دافيد بن جوريون في تحفيز اليهود الأمريكان والحصول على مساندة أكبر من الولايات المتحدة، بينما كان يواصل وايزمان في الوقت ذاته عمله الديپلوماسي في لندن التي كانت في حرب. وبموت الرئيس فرانكلين روزفلت، تولى نائبه هاري ترومان Harry S. Truman (١٨٨٤ - ١٩٧٢ م) مقاليد البيت الأبيض، وأثبت فورًا أنه مؤيد غيور للقضية الصهيونية (١).

وفي ٢٤ إپريل ١٩٤٥م، كتب لتشرشل يطلب منه أن يرفع القيود


(١) تقول ريچينا الشريف: «ومما لا ريب فيه أن خلفية ترومان الدينية أدَّت دورًا مهمًا في حياته فيما بعد، وعلى وجه العموم كان ترومان كإبراهام لينكولن Abraham Lincoln (١٨٠٩ - ١٨٦٥ م) الذي علم نفسه بنفسه؛ فقد درس التوراة بنفسه، وكان يؤمن بالتبرير التاريخي لوطن قومي يهودي، وكانت لديه قناعة أن وعد بلفور حقق آمال وأحلام الشعب اليهودي القديمة. وقصة حياة ترومان الشخصية، الحافلة بالاقتباسات والإشارات التوراتية الضمنية، تشير إلى ميله للإسهاب في ذكر التعاليم اليهودية المسيحية» اهـ[د. ريچينا الشريف: الصهيونية غير اليهودية، ص (١٤٣) باختصار]. وتقول باربرا فيكتور: «في الرابعة عشرة من عمره، كان ترومان قد قرأ لمرَّات أربع الكتاب المقدس من أوله إلى آخره. ومن الواضح أن معرفته بالماضي التوراتي في الشرق الأوسط، بعد أن عقد علاقات مع المحترم بيللي جراهام Billy Graham، أثرت فيه بشدة حين قرر ما كان سيفعله بشأن فلسطين. وكان ترومان يميل على نحو خاص إلى المزمور الذي كان يرمز إلى هذه المسيرة: "على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا عندما تذكرنا صهيون" [المزمور ١٣٧: ١] ... ولقد ردَّ ترومان على المسيحيين غير الإنجيليين الذين اتهموه بأنه لم يعترف بإسرائيل إلا لاستمالة الناخبين اليهود في الولايات المتحدة، بأنه لطالما اعتُبِر مثل (قورش)، الإمپراطور الفارسي الذي انتصر على الطاغية البابلي نبوخذنصر وسمح لليهود عام ٥٣٨ق .. م بالخروج من السبي والعودة إلى صهيون. ففي الواقع، عندما أثنى أحد أنصار ترومان عليه ذات يوم، لدوره الحاسم في إنشاء دولة إسرائيل، أجاب: "أجل، لقد كان حاسمًا كإبليس! أنا قورش الأمريكي" ... قبل أن يدخل عالم السياسة، حينما كان صانع قمصان في كنساس، طالما قال ترومان أنه كان لديه شريك يهودي، هو [إدوارد/إدي چاكوبسون Edward Jacobson (١٨٩١ - ١٩٥٥ م)]. حينما سُئِل إن كان ذاك الرجل قد حظي بأي تأثير على قراره، ردَّ وعينه تلمع: "حسن، لقد كان لإدي علاقة كبيرة بالقرار الذي اتخذته بصدد إسرائيل"» اهـ[باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (١٦٨ - ٩) باختصار وتصرف يسير].

<<  <   >  >>