للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المفروضة على هجرة اليهود - الذين استأصلهم القمع النازي عديم الرحمة - إلى فلسطين. وكنا نتوقع [واللفظ لمايكل پريور] أن يكون ترومان أول من يقبل في أمريكا حوالي ثلاثمائة ألف من اليهود الناجين من البربرية النازية والذين كانوا ينتظرون ذلك في العديد من معسكرات الإيواء. ولكن حققت خطته ميزيتين: حصل على دعم الصهاينة، وجنَّب أمريكا وطأة الهجرة اليهودية. وقال في أكتوبر ١٩٤٥م وهو يوجه حديثه إلى الديپلوماسيين العرب: «أنا متأسف أيها السادة، فأنا ملتزم أمام مئات الآلاف من المواطنين الذين يريدون نجاح الصهيونية، وليس لديّ مئات الآلاف من العرب ضمن دوائري الانتخابية» (١).

وأمام عدم إمكانية التوصل لاتفاق بشأن فلسطين، أعلنت حكومة إنجلترا يوم ١٨ فبراير ١٩٤٧م «أن الحل الوحيد يكمن في تقديم المشكلة للأمم المتحدة». وفي ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧م أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرار التقسيم، ومما جاء في توصيات لجنة الأمم المتحدة، أن يأخذ الصهاينة ٥٧% من الأرض التي كانت معظمها أراضي صالحة للزراعة، وكان معظمها يقطنها سكان عرب، أما الدولة الفلسطينية فتأخذ ٤٣% من الأرض. برغم أن اليهود عام ١٩٤٨م لم يمتلكوا إلا ٦.٦% من فلسطين. هذا بالإضافة إلى أن اليهود لم يكونوا يمثلون إلا ثلث الشعب (من ٥٠٠.٠٠٠ إلى ٦٠٠.٠٠٠ يهودي مقابل ١.٤ مليون فلسطيني) .. كذلك تم منح صحراء النقب لليهود على الرغم من أن مائة ألف بدوي كانوا يزرعون جزءًا كبيرًا من الأراضي، بينما كان حوالي ٤٧٥ يهودي فقط يعيشون في أربعة مستوطنات!

وفور الموافقة على قرار التقسيم، أعلن الإنجليز أمام تصاعد الأعمال الهجومية الشبيهة بالحرب الأهلية ضد بريطانيا، أنهم ينهون الانتداب في فلسطين وأنهم سيغادرون المنطقة فورًا. وانتهى الانتداب البريطاني في ١٥ مايو ١٩٤٨م (٢)، وكان قد أعلن بن جوريون في الرابع عشر من الشهر نفسه قيام دولة إسرائيل.


(١) انظر، مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (١٦٥).
(٢) انظر السابق، ص (١٦٦ - ٨).

<<  <   >  >>