يقول وايزمان (١): «في يوم ١٤/ ٥/١٩٤٨م، كان ترومان ومستشاروه على اتصال دائم لبحث الموقف في فلسطين ... وكان الانتداب البريطاني في فلسطين لم يبق له من العمر سوى ساعات معدودة. وفي يوم ١٤ مايو عقد مجلس المنتخبين اليهود جلسة تاريخية في تل أبيب وأعلنوا للعالم استقلال الدولة اليهودية منذ الساعة التي ينتهي فيها الانتداب على فلسطين.
وقد وصلت إلى ليك سَكسس Lake Success أنباء غير رسمية عن إعلان اعتراف أمريكا بالدولة اليهودية، قبل دقائق معدودة من السادسة حسب توقيت أمريكا، وقد تشكك الممثلون، والوفود في هيئة الأمم المتحدة في صحة تلك الأنباء، وكان وفد أمريكا نفسه يجهلها، وأخيرًا وبعد اضطرابات وتباين في الأنباء، وقف الأستاذ چيسوپ Philip C. Jessup [١٨٩٧ - ١٩٨٦ م] في هيئة الأمم، وتلا البيان التالي الصادر من البيت الأبيض:"لقد بلغ مسامع الحكومة الأمريكية أنه قد أعلن في فلسطين قيام دولة يهودية فيها، وقد طلبت الحكومة المؤقتة في فلسطين أن نعترف بها، إن الحكومة الأمريكية تعترف بأن الحكومة المؤقتة المذكورة هي السلطة المشروعة لدولة إسرائيل".
وهذا البيان التاريخي لم يدل على نضوج السياسة الأمريكية فحسب، وإنما أضاف إلى هذا أنه توَّج مساعي أمريكا الطويلة في سبيل الأماني الصهيونية بأحسن تاج ... وكان يوم ١٥/ ٥/١٩٤٨م يومًا تاريخيًا؛ فلقد توالت فيه اعترافات الدول بنا، وفي ذلك اليوم نفسه، تسلمت أنا البرقية التالية:"بمناسبة إقامة الدولة اليهودية نرسل إليك بأحسن تحياتنا. إنك قد عملت في سبيل خلق هذه الدولة ما لم يعمله أحد آخر من الأحياء. وكان عزمك وصلابتك قوة لنا. ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نراك فيه رئيسًا للدولة" ... وبعد يومين وصلت إليّ أنباء، وأنا في الفندق في أمريكا بأن مجلس المنتخبين اختارني رئيسًا للدولة» اهـ.