للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك الحقبة من الحركة الأصولية الإنجيلية كلارنس باس Clarence B. Bass يقول [في كتابه: خلفيات الحركة التدبيرية Backgrounds to Dispensationalism]: «إن المقارنة بين ملاحظات سكوفيلد وأعمال داربي تظهر بوضوح تام أن سكوفيلد لم يكن مجرد تلميذ لأعمال داربي، ولكنه كان يقلِّد ويستعير أفكاره وكلماته وعباراته».

وفي عام [١٨٩٦م] نشر سكوفيلد أول مؤلف له، وكان عنوانه (تقسيم كلمة الحق بحق Rightly Dividing the Word of Truth)، وفي هذا المؤلف طرح سكوفيلد المبادئ اللاهوتية للأصولية الإنجيلية التدبيرية، وقد اعتمد على هذا المؤلَّف في كتابة إنجيله الذي أصبح فيما بعد المعتمد الرسمي والأساس ومصدر إلهام من جاء بعده من القساوسة الأصوليين في الولايات المتحدة حتى اليوم (١).

تقول جريس هالسل (٢): «تكمن شهرة سكوفيلد المتواصلة في إنجيله المرجعي الذي صدر في عام ١٩٠٩م، والذي وصفه أحد العلماء بأنه ربما يكون الوثيقة الأكثر أهمية في كل الأدبيات الأصولية».

ويشير چوزيف كنفيلد Joseph Canfield في كتابه (سكوفيلد العجيب وكتابه The Incredible Scofield and His Book) إلى خطر قيام سكوفيلد بزرع آرائه الشخصية في الإنجيل، وهذا يعني - كما كتب كنفيلد - أن «العامة فشلت في التمييز بين كلمات سكوفيلد وكلمات الروح القدس» (٣).

تقول هالسل - على لسان أحد الإنجيليين - (٤): «وفيما كان سكوفيلد يقرأ الكتاب المقدس شعر بأن بعض الفقرات التي كان يقرؤها كانت تكشف له عن خطوات معينة يحتاج المسيحيون إلى اتخاذها من أجل تسريع عودة المسيح، وفي الوقت الذي كانت هذه الكلمات تبدو واضحة له، كان واثقًا من أن الكثيرين غيره ربما لم يكونوا على هذا


(١) محمد السماك: الدين في القرار الأمريكي، ص (٣٤ - ٥) بتصرف.
(٢) جريس هالسل: يد الله، ص (٥٥).
(٣) جريس هالسل: النبوءة والسياسة، ص (٤٣).
(٤) جريس هالسل: يد الله، ص (٤٩).

<<  <   >  >>