للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القدر من الاستيعاب. وهكذا من أجل إظهار هذه المعاني، ومن أجل أن يجعل الكتاب المقدس واضحًا كالبلور حول ما يريده الله قبل أن يرسل ابنه في رحلة العودة، فكر سكوفيلد بإدخال ملاحظاته وأفكاره الخاصة. وهكذا أصبح بإمكاننا أن نفهم أحداث اليوم في ضوء ما سبق للكتاب المقدس أن أخبرنا به» اهـ.

ولقد شهدت الحركة الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة انحسارًا واضحًا في الفترة بين عامي ١٩١٨ و١٩٤٨م، وذلك عندما أعطت الولايات المتحدة الأولوية في سياستها الخارجية لمصالحها النفطية ولحاجتها الاستراتيچية لاحتواء النفوذ السوفيتي في العالم العربي.

ولقد ولت الحركة اهتماماتها في هذه الحقبة للانعكاسات السلبية للحرب العالمية الأولى، وللانهيار الاقتصادي الذي تعرض له الاقتصاد الأمريكي، ولنظرية داروين حول النشوء والتطور. كان التحدي المحلي داخل المجتمع الأمريكي الذي واجهته، هو كيفية مقاومة الانحدار الخلقي، فغابت إسرائيل عن الاهتمام المركزي الذي كان قد ساد في القرن السابق (١).

ولكن شهدت الفترة نفسها صعودًا قويًا للحركة الصهيونية اليهودية في الولايات المتحدة، والتي اتخذت نسقًا دينيًا، وذلك نتيجة تأسيس منظمة مزراحي أمريكا Mizrahi على يد مائير بار-إيلان (برلين) Meir Bar-Ilan (Berlin) (١٨٨٠ - ١٩٤٩ م)، وذلك عام ١٩١١م، والتي صارت بمرور الوقت الأساس المادي لمنظمة المزراحي العالمية نظرًا لقوتها المالية والعددية والتنظيمية. وبار-إيلان هو زعيم صهيوني ديني، وكان من دعاة التشدد مع العرب والبريطانيين، كما كان من أنصار الحرب على مظاهر عدم التدين بين المستوطنين الصهاينة، وقد أطلق اسمه على إحدى الجامعات في إسرائيل. وهذا دليل مهم على التوجه الديني لليهود الأمريكيين (٢).

ولقد تلاقت مصالح الحركة الصهيونية اليهودية مع المصالح الخارجية للإدارة


(١) محمد السماك: الدين في القرار الأمريكي، ص (٣٧).
(٢) انظر، د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (٦/ مائير بار إيلان، وتاريخ الصهيونية في الولايات المتحدة).

<<  <   >  >>