للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيدي اليهود وحدها يثير القارئ المولع، الذي هو أنا، بالكتاب المقدس وينعش إيمانه بصحة وملائمة رسالته» (١).

وما لبث أن تعزز هذا الموقف بانتصار إسرائيل في حربها (الوقائية) في مايو عام ١٩٦٧م على مصر وسوريا والأردن، والتي عرفت باسم (حرب الأيام الستة) أو (نكسة ٦٧). يقول مايكل پريور (٢): «لم يتم الاستناد الصريح على الكتاب المقدس بشكل بارز لدعم القومية الصهيونية إلا قبيل عام ١٩٦٧م».

وتقول باربرا فيكتور (٣): «في عام ١٩٦٧م، حينما هزمت إسرائيل الجيوش العربية إبان حرب الأيام الستة، مستولية على القدس وسواها من الأراضي (الأرض التوراتية لإسرائيل)، رأى المسيحيون الإنجيليون في ذلك علامة على أن الأيام الأخيرة كانت قريبة. منذ نشوء إسرائيل في ١٩٤٨م - النشوء الذي وصفه أتباع حركة البرنامج الإلهي بـ (أهم علامة على قيام الساعة)، بل بالعلامة الكبرى -، لم تكن حماسة المسيحيين الأصوليين قد بلغت قط تلك الذرى. في الولايات المتحدة، حتى العَلْمانيون، الذين أصابتهم الهلاوس جراء التهديد السوفيتي هلّلوا لذلك الانتصار، معتبرين أن الدولة اليهودية كانت آخر معقل للديمقراطية في تلك المنطقة المضطربة من العالم. في الواقع، سادت الغبطة العالم بأسره. أخيرًا وبعد اضطهادٍ لليهود على مدى ألفيتين، أخذت الكنائس الواحدة تلو الأخرى تبدي ندمها وتتعهد بأن تعترف في تعاليمها بـ (تحالف الله الأبدي مع الشعب اليهودي)، و (مساهمة اليهودية في الحضارة العالمية وفي العقيدة المسيحية)» اهـ.

أما على الجانب اليهودي، «فبعد احتلال ما تبقى من فلسطين في حرب يونيو ١٩٦٧م، طرأ تحول على مواقف معظم الأحزاب الدينية الصهيونية وغير الصهيونية، من اعتبار هذه الحرب معجزة وإشارة ربانية إلى اعتبارها بداية الخلاص.


(١) انظر، باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (١٦٧).
(٢) مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (١٣٧).
(٣) باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (٢١٨).

<<  <   >  >>