للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الأوساط الدينية غير الصهيونية انطلق الصوت الجديد من الولايات المتحدة، موطن زعيم حركة (الحاباد Chabad)، الحاخام مناحم مندل شنيرسون Menachem Mendel Schneerson [١٩٠٢ - ١٩٩٤ م] بالقول: "صحيح أن دولة إسرائيل بوصفها كيانًا صهيونيًا تعبير عن الكفر والتمرد على إرادة الله، ولذلك فهي بالتأكيد ليست تعبيرًا عن الخلاص. لكن، ومن ناحية أخرى، فإن أرض إسرائيل بسيادة يهودية تنطوي على معان ذات أهمية". ولذلك تدعو هذه الحركة إلى عدم التنازل عن أيٍّ من الأراضي التي احتُلت عام ١٩٦٧م، وذلك من منطلق أحكام الشريعة الدينية» (١).

كما رأى أتباع الحاخام إبراهام كوك (٢) أنه «حتى إن كان العَلْمانيون يستوحون أفكارهم من القومية والاشتراكية الأوروپية، من وجهة نظر عالمية موضوعية، فإن روح أعمالهم مستوحاة من الإرادة الإلهية التي يخفيها الحافز العَلْماني الظاهر. وحتى إن أرادوا أن ينفوا نهائيًا قدوم المسيا مرة أخرى، فإن أعمالهم كانت تعجل بقدومه دون أن يعلموا ذلك؛ حيث كانوا يطبقون الخطة الإلهية. وكان يتعين على اليهودية الدينية أن تتخلل القومية العَلْمانية الملحدة إلى البريق الإلهي في قلب الصهيونية. فروح الله هي روح إسرائيل (القومية اليهودية)» (٣).

ولقد تلي ذلك انحسار تدريجي للأصوات اليهودية المناهضة للصهيونية ..

يقول المسيري (٤): «وقد تم في نهاية الأمر استيعاب الغالبية الساحقة من يهود


(١) انظر، د. عبد الوهاب المسيري: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (٢/ ٤٣٩). يقول مايكل پريور: «ويرى والدمان Waldman أن القانون الإلهي هو الذي يفرض أن لا يترك اليهود شبرًا من أرض الوعد: "أعطانا الله عام ١٩٦٧م فرصة فريدة إلا أن الإسرائيليين لم يجيدوا استغلالها. لم يحتلوا الأرض التي أتوا لغزوها ... وكأنهم رفضوا هدية الله، مع شكره في نفس الوقت. هذا ما أدى إلى إنزال معاناة حرب يوم كيپور Yom Kippur [١٠ رمضان ١٣٩٣هـ/٦ أكتوبر ١٩٧٣م] على إسرائيل عقابًا لها"» اهـ[انظر، مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (٢٠٣)].
(٢) سيأتي الحديث عنه بعد قليل.
(٣) انظر، مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (١٩١).
(٤) د. عبد الوهاب المسيري: الپروتوكولات واليهودية والصهيونية، ص (١١٤ - ٦) باختصار وتصرف يسير.

<<  <   >  >>