- جعل الصهيونية من نفسها جزءًا من الاستراتيچية الغربية العامة، إذ أصبحت دولة عميلة استوعبت الفائض البشري اليهودي وحوَّلته إلى كتلة بشرية متماسكة تخدم المصالح الغربية. وبالتالي لم يعد هناك أي تناقض بين أن يكون اليهودي صهيونيًا يدين بالولاء للدولة الصهيونية وأمريكيًا يدين بالولاء للولايات المتحدة، فالولاء للواحد يصُب في الولاء للآخر.
- نجاح الصهيونية في تهدئة روع يهود الغرب المندمجين في مجتمعاتهم والذين كانوا يعارضون المشروع الصهيوني لأنه يطلب منهم ترك أوطانهم والاستيطان في فلسطين، إذ طرحت مفاهيم كثيرة مثل (صهيونية الدياسپورا) أي صهيونية اليهودي الذي يود أن يؤيد الحركة الصهيونية دون أن يهاجر.
- نجاح الصهيونية في صهينة العقيدة اليهودية ذاتها بأن أعادت تفسير كثير من المفاهيم الدينية اليهودية خاصة فكرة العودة، فبعد أن كانت العودة محرَّمة إلا تحت قيادة الماشَّيح (المسيح المخلِّص اليهودي في آخر الأيام وحين يأذن الإله)، أفتى بعض الحاخامات أنه يمكن العودة والاستيطان في فلسطين إعدادًا لمقدم الماشَّيح.
وبذلك، أصبحت الدولة اليهودية دولة يتغير مضمونها السياسي بتغيُّر مضمون المخاطب أيضًا:
- فإذا كان اليهودي المخاطب يهوديًا متدينًا، فإن اليهود يصبحون شعبًا مقدسًا، مكروهًا من الأغيار بسبب قداسته، وسيتم نقله من المنفى إلى فلسطين استجابة للحلم الأزلي بالعودة وتحقيق رسالة اليهود ولتأسيس دولة يهودية تُطبِّق قوانين الشريعة اليهودية.
- وإذا كان اليهودي المخاطَب اشتراكيًا ثوريًا، فإن الشعب اليهودي يُنقَل بسبب تركيبه الطبقي غير السوي في المنفى، وسيُوطَّن في فلسطين ليصبح تركيبه الطبقي عادي وليُطبِّع الشخصية اليهودية ولتأسيس دولة العمال والفلاحين التي ستحقق المُثُل الاشتراكية وتُثوِّر الشرقي العربي.
- وإذا كان اليهودي المخاطب مهتمًا بالهُوية اليهودية، فالشعب اليهودي يُنقل من