للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«... لكل هذا، بدأت المؤسسات الدينية الصهيونية تطرح نفسها كبديل، وتبدي استعدادها للإمساك بزمام القيادة، ولم تَعُد تقنع بدور الشريك الضعيف. وعلى كلٍّ .. إذا كانت إسرائيل دولة حقًا كما تدَّعي، فمن أحق بالحديث باسمها وإدارتها من المتدينين الصهاينة، الذين يرفعون لواء الدين القومي والقومية الدينية، ويُعرِّفون اليهودي تعريفًا يحل مشكلة المعنى بالنسبة له، ويسوِّغ وجوده في فلسطين في خط النار داخل الحروب المتكررة (فالشعب المختار - حسب تفسيرهم - شعب كُتبت عليه مجابهة الأغيار، ولا يمكن أن يقنع بالحياة الرخوة الهينة التي يبشر بها اللادينيون)؟!» اهـ.

وكما كانت حرب ١٩٦٧م - كما يذكر إيان لوستك - (١) هي «الحافز المباشر لنشوء الأصولية اليهودية المعاصرة»، فيُعتبر الحاخام الأشكنازي إبراهام إسحاق كوك Abraham Isaac Kook (١٨٦٥ - ١٩٣٥ م) هو «الشخصية المحورية لهذا التحول الرئيسي في التأويل التقليدي لليهودية» (٢).

ونترك الصفحات التالية لإسرائيل شاحاك ونورتون ميزفينسكي ليحدثانا عن تاريخ صعود الحركة الأصولية اليهودية المعاصرة ..

يقول شاحاك وميزفينسكي (٣): «والأصولية اليهودية تعرَّف هنا على نحو موجز على أنها الإيمان بأن الأرثوذكسية اليهودية، القائمة على التلمود البابلي وبقية الكتابات التلمودية ومجمل الشريعة (الهالاخاه Halakha)، ما زالت صالحة وسوف تظل كذلك أبدًا. ويؤمن الأصوليون اليهود بأن مرجعية الكتاب المقدس نفسه ترجع للتفسير الصحيح له في التلمود. ولا توجد الأصولية اليهودية في إسرائيل فقط، ولكن في كل بلد به مجتمع يهودي كبير العدد. وفي بلاد أخرى غير إسرائيل، حيث يشكل اليهود أقلية صغيرة بالنسبة لمجمل السكان، فإن الأهمية العامة للأصولية اليهودية تكون مقتصرة بشكل رئيس على حشد الدعم المالي والسياسي للأصوليين في إسرائيل. أما أهميتها في إسرائيل فإنها أكبر إلى حد بعيد؛ لأن معتنقيها يؤثرون في الدولة بطرق عديدة».


(١) إيان لوستك: الأصولية اليهودية في إسرائيل، ص (٢٦).
(٢) مايكل پريور: الكتاب المقدس والاستعمار، ص (١٨٩).
(٣) شاحاك وميزفينسكي: الأصولية اليهودية في إسرائيل (١/ ٣٣ - ٤).

<<  <   >  >>