للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستكمل الكاتبان حديثهما فيقولان (١): «قام الحاخام إبراهام إسحاق كوك، الذي كان رئيس الحاخامات في فلسطين وأبرز الحاخامات المؤيدين للصهيونية، بابتكار هذه الأيديولوچية في أوائل العشرينيات وقام بتطويرها بعد ذلك، وكان الحاخام الأكبر كوك، كما كانوا يطلقون عليه، مؤلِّفًا غزير الإنتاج، واعتبره أتباعه ملهمًا من قِبَل الله. وبعد وفاته في عام ١٩٣٥م وصل إلى مرتبة القديس في أوساط الحزب الديني القومي، كما وصل أيضًا ابنه وخليفته في زعامة الحزب الحاخام تسِفي يهودا كوك الأصغر Tzevi Yehuda Kook [١٨٩١ - ١٩٨١ م] إلى منزلة القداسة.

وفي أوائل عام ١٩٧٤م، وفور صدمة حرب أكتوبر ١٩٧٣م، وقبل وقت قليل من توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار مع سوريا، قام أتباع الحاخام كوك مع مباركة وإرشاد زعيمهم الروحي بتأسيس جماعة جوش إيمونيم Gush Emunim (أي جماعة المؤمنين). وكانت أهداف جوش إيمونيم تتمثل في بناء مستوطنات جديدة والتوسع فيما هو موجود من المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة. وبمساعدة شيمون پيريز Shimon Peres، الذي أصبح في صيف ١٩٧٤م وزيرًا للدفاع والشخص المسئول عن الأراضي المحتلة، نجحت جوش إيمونيم في وقت قصير بلغ بضع سنوات في تغيير سياسة الاستيطان الإسرائيلية. والمستوطنات اليهودية، التي تواصل الانتشار عبر الضفة الغربية واحتلال جانب كبير من قطاع غزة، تقدم شهادة حية ودليلًا بينًا على نفوذ جوش إيمونيم داخل المجتمع الإسرائيلي وعلى السياسات الحكومية الإسرائيلية.

وتعتبر كتابات الحاخام كوك الأكبر نصوصًا مقدسة، وربما تكون أكثر غموضًا حتى من كتابات القبَّالاه الأخرى، والمعرفة المتعمقة بالكتابات التلمودية وكتابات القبَّالاه، بما في ذلك التفسيرات المعاصرة لكلتيهما، وكذلك الممارسة الخاصة، تعتبر شروطًا أساسية لفهم كتابات كوك.

ولقد قام أتباع الحاخامين كوك (الأب والابن) بتطبيق المفاهيم على الحروب الإسرائيلية؛ فقام أحدهم، على سبيل المثال، بالإشارة إلى أن حرب ١٩٦٧م كانت


(١) السابق (٢/ ٣٥ - ٦١) باختصار.

<<  <   >  >>