للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقولان (١): «السبب الحقيقي لهذا القدر من المراعاة التي يبديها السياسيون الأمريكيون، هو قوة اللوبي الإسرائيلي داخل معظم مراكز القرار في الإدارة الأمريكية. فاللوبي (٢) هو ائتلاف متفلت لأفراد ومجموعات تعمل بنشاط لتحريك السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه موال لإسرائيل. وهو ليس حركة واحدة موحدة بزعامة مركزية، وهو ليس بالتأكيد دسيسة أو مؤامرة تسيطر على سياسة الولايات المتحدة الخارجية (٣). إنه، ببساطة، مجموعة مصالح قوية، مؤلفة من يهود وأمميين معًا، هدفها المتعارف عليه دفع قضية إسرائيل داخل الولايات المتحدة، والتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية من خلال وسائل يعتقد أعضاؤها أنها مفيدة للدولة اليهودية. ولا تتوافق مختلف المجموعات التي تشكل اللوبي على كل مسألة تعني إسرائيل، على الرغم من أنها تتشاطر الرغبة في التسويق لعلاقة مميزة بين الولايات المتحدة والدولة العبرية.

وعلى غرار الجهود التي تبذلها مجموعات إثنية وذات مصالح أخرى، فإن نشاطات مختلف عناصر اللوبي الإسرائيلي، هي أشكال مشروعة من المشاركة السياسية الديمقراطية، وتتوافق في الجزء الأكبر منها مع التقليد الأمريكي الطويل الأمد لنشاطات مجموعات المصالح.

وكون اللوبي الإسرائيلي أصبح، تدريجًا، إحدى أقوى مجموعات المصالح في الولايات المتحدة، فإن المرشحين إلى المناصب العليا، يصغون إلى رغباته بعناية. فالأفراد والمجموعات الذين يشكلون اللوبي، يهتمون بشدة بإسرائيل، ولا يريدون من السياسيين الأمريكيين انتقادها، حتى عندما يكون للنقد ما يسوِّغه، وقد يكون حتى في مصلحة إسرائيل نفسها. بل إن هذه المجموعات تريد من المسئولين الأمريكيين معاملة


(١) السابق، ص (٢٠ - ١).
(٢) كلمة لوبي Lobby تعني في الأصل مداخل القصور أو الفنادق الكبرى وممراتها، وهي بذلك ترمز إلى وكلاء ووسطاء المصالح التي تتعقب الساسة عند دخولهم أو خروجهم من الاجتماعات لتنفرد بهم دقيقة أو دقيقتين، تهمس إليهم بالكلمات أو بالوعود إذا ما سايروا وساعدوا. وتستخدم هذه الكلمة في السياسة للإشارة إلى الجماعات أو المنظمات التي تحاول التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة.
(٣) ويمكن لنا عن طريق استحضار الصورة الشمولية لتواريخ الجماعات اليهودية التي طرحناها في هذا الفصل وضع هذا الكلام في نصابه.

<<  <   >  >>