للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسرائيل كما لو أنها الولاية الواحدة والخمسين! ومبرر هذا أن الديمقراطيين والجمهوريين معًا يخشون قبضة اللوبي. وهم يعرفون جميعًا أن أي سياسي يعترض على سياسته، لا يملك حظًا كبيرًا في أن يصبح رئيسًا» اهـ.

ثم يناقش البحث المبررات التي تعلل بها الإدارة الأمريكية تأييدها المطلق لإسرائيل، فيقول (١): «ربما قال البعض إن مرد الأمر، هو أن إسرائيل تشكل ورقة استراتيچية حيوية للولايات المتحدة. ويقال، فعلًا، إنها شريك لا يمكن الاستغناء عنه في (الحرب على الإرهاب). وسيجيب آخرون بأن هناك قضية أخلاقية قوية في توفير الدعم المطلق لإسرائيل، كونها الدولة الوحيدة في المنطقة التي (تشاركنا قيمنا نفسها). إلا أن أيًا من هذه الحجج لا يصمد أمام التمحيص المنصف ...»

وعند تمحيص المبرر الاستراتيچي، يذكر البحث أنه إبان تصاعد تهديد السوفيت للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، «قررت إدارة كنيدي John F. Kennedy [١٩١٧ - ١٩٦٣ م] أن إسرائيل تستأهل مزيدًا من الدعم في ضوء المساعدة السوفيتية المتزايدة لمصر وسوريا والعراق. وشدد الزعماء الإسرائيليون تكرارًا على إمكانيات قيمتهم كحليف، وقوَّى انتصارهم المذهل في حرب الأيام الستة في ١٩٦٧م هذه المزاعم من خلال العرض الحي لبأس إسرائيل العسكري ... رأى نيكسون Richard Nixon [١٩١٣ - ١٩٩٤ م] وكسنچر في الدعم المتزايد لإسرائيل، وسيلة فعالة لمواجهة النفوذ السوفيتي عبر المنطقة. واتخذت صورة إسرائيل بوصفها (ورقة استراتيچية) جذورها في السبعينات، وأضحت قانون إيمان مع منتصف الثمانينات.

سارت قضية القيمة الاستراتيچية لإسرائيل في خط مستقيم من ١٩٦٧ إلى ١٩٨٩م. فإسرائيل، بأدائها دور الوكيل الأمريكي في الشرق الأوسط، ساعدت الولايات المتحدة على احتواء التوسع السوفيتي في تلك المنطقة المهمة، كما مهدت الطريق لواشنطن، ظرفيًا، في التعاطي مع أزمات إقليمية أخرى» (٢).


(١) السابق، ص (٢٠).
(٢) السابق، ص (٨٦).

<<  <   >  >>