ولكن، «حتى لو شكلت إسرائيل حليفًا قيمًا للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة، فإن هذا التبرير انتهى مع انهيار الاتحاد السوفيتي. واستنادًا إلى المؤرخ الضليع (!) في قضايا الشرق الأوسط برنارد لويس (وهو نفسه مؤيد بارز لإسرائيل)، "مهما تكن قيمة إسرائيل كورقة استراتيچية إبان الحرب الباردة، فإن هذه القيمة انتهت مع انتهاء الحرب الباردة نفسها". وخلص العالم السياسي برنارد ريتش Bernard Reich من جامعة چورچ واشنطن، ومؤلف عدة كتب عن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، إلى الاستنتاج نفسه في ١٩٩٥م، ملاحظًا أن "لإسرائيل أهمية عسكرية أو اقتصادية محدودة للولايات المتحدة ... إنها ليست دولة حيوية استراتيچيًا". وأعطى خبير الدفاع في جامعة برانديس Brandeis، روبرت آرت Robert J. Art، الفكرة نفسها في ٢٠٠٣م، ملاحظًا أنه "لإسرائيل قيمة استراتيچية صغيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهي تشكل بأشكال عدة، عبئًا استراتيچيًا". ومع تراجع هاجس الحرب الباردة لتصير أمرًا من التاريخ، أصبح يصعب تفويت أهمية إسرائيل الاستراتيچية المتراجعة.
ووفَّرت حرب الخليج في ١٩٩١م، في الواقع، دليلًا إلى أن إسرائيل أصبحت ثقلًا استراتيچيًا ... ولم تغب هذه النقطة كذلك عن برنارد لويس الذي كتب:"ظهر هذا التغير [في قيمة إسرائيل الاستراتيچية] بوضوح في حرب الخليج ... عندما أصبح أقصى ما ترغب فيه الولايات المتحدة من إسرائيل هو البقاء خارج النزاع: أن تكون صامتة، هادئة، وغير مرئية بقدر الإمكان ... فإسرائيل لم تعد ورقة، بل خروج عن الصدد، بل إن البعض قال إنها مصدر إزعاج"» (١).
أضف إلى ذلك أنه «حتى ١١ سپتمبر ٢٠٠١م، لم يوفر خطر الإرهاب والمشكلات التي تسببها هذه (الدول المارقة) المختلفة، سندًا عقليًا استراتيچيًا مُلزمًا للدعم الأمريكي غير المشروط للدولة اليهودية. وتشرح هذه المخاوف لماذا أرادت إسرائيل المساعدة من