(٢) المزمل: ١٥ (٣) التكوين ١٦: ١٢ (٤) البقرة: ١٢٩، وللنصارى اعتراضان على هذا القول، الأول: أنه جاء في الإصحاح نفسه: «يقيم لكم الرب إلهكم نبيًا من بينكم، من إخوتكم بني قومكم مثلي ...» [التثنية ١٨: ١٥]، فلفظ (من بينكم) يدل دلالة ظاهرة على أن هذا النبي يكون من بني إسرائيل لا من بني إسماعيل. والثاني: أن عيسى - عليه السلام - نسب هذه البشارة إلى نفسه كما جاء في إنجيل يوحنا أنه قال: «ولوكنتم تصدقون موسى لصدقتموني، لأنه كتب فأخبر عني» [يوحنا ٥: ٤٦]. ونحن لو سلمنا جدلًا أن عبارة «من بينكم، من بين إخوتكم بني قومكم» صحيحة وغير مضافة - تحريفًا - للنص الأصلي، فقد أجاب عن ذلك رحمة الله الهندي بقوله: «إن اللفظ المذكور لا ينافي مقصودنا، لأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة وبها تكامل أمره، وقد كان حول المدينة بلاد اليهود كخيبر وبني قينقاع والنضير وغيرهم، فقد قام من بينهم، ولأنه إذا كان من إخوتهم - أي العرب - فقد قام من بينهم .. أما عن الاعتراض الثاني: أن آية الإنجيل هكذا: "ولوكنتم تصدقون موسى لصدقتموني، لأنه كتب فأخبر عني"، وليس فيها تصريح بأن موسى - عليه السلام - كتب في حقه في الموضع الفلاني، بل المفهوم منه أن موسى كتب في حقه، وهذا يصدق إذا وجد في موضع من مواضع التوراة إشارة إليه، ونحن نسلم هذا الأمر، لكنا ننكر أن يكون قوله إشارة إلى هذه البشارة للوجوه التي عرفتها» اهـ[رحمة الله الهندي: إظهار الحق (٢/ ٢٠٤ - ٥) باختصار].