للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن ما قد يخفى على البعض هو ما صرح به الكاردينال چون لويس توران Jean-Louis Tauran - رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان - لمجلة (لاكروا La Croix) الكاثوليكية الفرنسية في ١٨ أكتوبر ٢٠٠٧م، عقب تسلم الفاتيكان الرسالة التي أرسلها ١٣٨ عالم وداعية إسلامي (سنِّي وشيعي) في أكتوبر عام ٢٠٠٧م، أي عقب خطاب بنديكت المشئوم، والتي غلب عليها الطابع الرسمي، وحملت عنوان (كلمة سواء بيننا وبينكم)، داعين فيها إلى التعايش السلمي بين المسلمين والنصارى تحقيقًا لما يوصي به الإسلام والمسيحية من حب الله والجار، مع تقرير وجود اختلاف أصلي بين الديانتين يستحيل حلُّه (١) .. فلم يمكِّن توران التلاعب بالألفاظ من مواراة أهداف الكنيسة التبشيرية وأنها ما لجأت إلى الحوار إلا من باب (أضعف الإيمان!)؛ فتجده رغم إقراره بأن الدعوة مجردة للتعايش السلمي مع أهل الديانات الأخرى، خاصة مع العالم الإسلامي، وأنها ليست دعوة للتقريب بين المعتقدات Syncrétisme، فحينما سئل عن إمكانية إجراء مناقشات لاهوتية مع أهل الديانات الأخرى، أجاب بأنه «من الممكن مع بعض الديانات، ولكن مع الإسلام لا، ليس في الوقت الحالي، فأهل الإسلام لا يقبلون أن يناقش أحد القرآن بعمق لأنهم يقولون إنه كتب بإملاء من الله، ومع هذا التفسير الجامد يكون من الصعب مناقشة فحوى الدين» (٢).

وتلا ذلك في ٣ ديسمبر ٢٠٠٧م، إصدار الفاتيكان وثيقة تنصيرية بعنوان (وثيقة عقائدية حول بعض طرق التنصير Nota dottrinale su alcuni aspetti dell'evangelizzazione)، قد وقَّع عليها البابا بنديكت، وجاء فيها أن «التبشير بالإنجيل حق وواجب وتعبير عن حرية الأديان»، بل وحذرت من أنه «هناك حالة من


(١) Lettre Ouverte et Appel des Guides Religieuses Musulmaines (Une Parole Commune entre Vous et Nous). A l'occasion du Eid al-Fitr al-Mubarak ١٤٢٨ A.H./Octobre ١٣, ٢٠٠٧ C.E.
(٢) Cardinal Tauran: La religion fait peur, car elle est pervertie par le terrorisme, la Croix (www.la-croix.com): Octobre ١٨, ٢٠٠٧

<<  <   >  >>