للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخرة (١).

- قال شيخنا وأستاذنا في المعارف الإلهية العارف الكامل شاه آبادي أدام الله ظله على رءوس مريديه: «لو كان علي - عليه السلام - ظهر قبل رسول الله صلى الله عليه وآله لأظهر الشريعة كما أظهر النبي صلى الله عليه وآله، ولكان نبيًا مرسلًا، وذلك لاتحادهما في الروحانية والمقامات المعنوية والظاهرية» اهـ (٢).

- بل يرى الخميني أن التعامل والتعاون مع أعداء الإسلام واجب إذا كان في ذلك مصلحة لمذهبه، كما فعل علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي، ومعلوم أمر مذبحة بغداد التترية (٦٥٦هـ/١٢٥٨م). فتجده يقول (٣): «... إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين، مثل دخول علي بن يقطين [١٢٤ - ١٨٢هـ] ونصير الدين الطوسي [٥٩٧ - ٦٧٢هـ] رحمهما الله» (٤)، فيبدو أن النصر الحقيقي للإسلام - كما يراه الخميني - هو تذبيح المسلمين السنة.

ولقد أثارت تصريحات الخميني في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة ذكرى الإمام المهدي في ١٥ شعبان ١٤٠٠هـ موجة غضب واستنكار في صفوف المسلمين وأوساطهم، وأعلنوا أنها تصريحات غريبة ومناقضة لأصل العقيدة الإسلامية ولروح الإسلام والسنة النبوية الشريفة. فلقد قال في خطابه: «لقد جاء الأنبياء جميعًا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، وتنفيذ العدالة، وتربية البشر لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان، وتقويم الانحرافات، هو المهدي المنتظر ... وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء».


(١) الخميني: الجهاد الأكبر، باب أهمية تهذيب النفس وتزكيتها. وهذا القول وقفت عليه في نسخة مكتبة الحكمة على شبكة الإنترنت، ولم أجده في نسخة الدار الإسلامية، بيروت، ط. ١٩٩١م.
(٢) الخميني: مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية، ص (١٥٣).
(٣) الخميني: الحكومة الإسلامية، ص (١٤٢).
(٤) وقد لقَّبوا هذا الطوسي أيضًا بالشيخ الأعظم الخواجه نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه. [انظر، مقدمة (نهج الحق وكشف الصدق)، لابن المطهر الحلي، ص (٧)].

<<  <   >  >>