للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد تقدم بنا قول الخميني (١): «لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها بالقرآن، فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار - وإلى الأبد - بالمسلمين والقرآن، ويثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى» اهـ.

سبحانك هذا بهتان عظيم!

قال ابن العربي (٢): «وأما جمع القرآن فتلك حسنته العظمى، وخصلته الكبرى، وكان نفوذ وعد الله بحفظ القرآن على يديه» اهـ (٣).

بل في آخر القرن الثالث عشر الهجري وقعت الفضيحة الكبرى للشيعة في هذا الباب، فقد ألف شيخ الشيعة ومحدثها، وخبير رجالها، وصاحب آخر مجموع من مجاميعهم الحديثية (مستدرك الوسائل) وأستاذ كثير من شيوخهم المعتبرين كمحمد حسين آل كاشف الغطاء، وآغا بزرك الطهراني (١٢٩٣ - ١٣٨٩هـ) وغيرهما .. شيخ الشيعة، المدفون بأقدس البقاع عندهم (٤)، المرحوم (٥)، حسين النوري الطبرسي، ألف كتابه: (فصل


(١) الخميني: كشف الأسرار، ص (١٣١).
(٢) ابن العربي: العواصم من القواصم، ص (٦٦) باختصار.
(٣) قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩].
(٤) يذكر محب الدين الخطيب رحمه الله أن الطبرسي مدفون «في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيواء حجرة بانو العظمى بنت السلطان الناصر لدين الله [٥٥٣ - ٦٢٢هـ]، وهو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف الأشرف بأقدس البقاع عندهم». [انظر، محب الدين الخطيب: الخطوط العريضة، ص (١١)].
(٥) كذا يذكره الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية)، حينما يخرج له بعض الأحاديث، فيقول: «وقد رواه المرحوم النوري في كتاب مستدرك الوسائل». [انظره، ص (٦٧) الهامش].

<<  <   >  >>