للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السنِّي حلالًا يؤخذ أينما وجد، فيقول (١): «والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه» اهـ.

والأمثلة على ذلك كثيرة، ولكنك إذا واجهت رافضيًّا بمثل هذه الأقوال لبس لك قناع التقية وقال: إن المقصود بالنواصب هم فقط الذين يناصبون آل البيت العداء ويجاهرون بذلك، كما يقول شيخهم علي آل محسن (٢): «النواصب هم المتجاهرون بعداوتهم وببغضهم لأهل البيت عليهم السلام، ولا يراد به أهل السنة».

وجوابًا، ما عليك إلا أن تلقمه هذا الحجر وتقول له: إن سيدكم نعمة الله الجزائري أتى على بنيانكم من القواعد بقوله (٣): «... ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله، مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام، بل كان له انقطاع إليهم، وكان يظهر لهم التودد. نعم كان يخالف آرائهم ويقول قال عليّ وأنا أقول، ومن هذا يقوى قول السيد المرتضى وابن إدريس قدس الله روحيهما، وبعض مشائخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين كلهم» اهـ.

إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم، ولا تختص بالسُنَّة المعاصرين، بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة، أعني الصحابة ما عدا عددًا قليلًا منهم مختلف فيه كما سيأتي، بل يتعدى الأمر لديهم إلى الحكم على مُحِب الصحابة أنه من أهل النار ولو كان صالحًا وفي قلبه محبة آل البيت، وعلى اليهودي والنصراني المحب لعلي - رضي الله عنه - أنه من أهل الجنة؛ يقول شاه عبد العزيز الدهلوي رحمه الله (٤): «وزعموا


(١) السابق (١/ ٣١٨)، كتاب الزكاة، كتاب الخمس، القول فيما يجب فيه الخمس. وهذه هي نفس عقيدة اليهود التي يستحلون بها أموال الأمميين، كما قالوا في تلمودهم: «أما الخارجون عن دين اليهود فسرقتهم جائزة»، و «مثل بني إسرائيل كمثل سيدة في منزلها: يستحضر لها زوجها النقود فتأخذها بدون أن تشترك معه في الشغل والتعب» اهـ[انظر، د. يوسف نصر الله: الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص (٧٩ - ٨٠)].
(٢) علي آل محسن: لله وللحقيقة، ص (٤٩٣)، فصل: بيان معنى الناصبي.
(٣) نعمة الله الجزائري: الأنوار النعمانية (٢/ ٣٠٧).
(٤) محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (٣١٣).

<<  <   >  >>