للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينقل المجلسي عن أبي الصلاح الحلبي (٣٧٤ - ٤٤٧هـ) قوله في (تقريب المعارف): «عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسن - عليه السلام - قال: كنت معه - عليه السلام - في بعض خلواته فقلت: إن لي عليك حقًا ألا تخبرني عن هذين الرجلين: عن أبي بكر وعمر؟ فقال: كافران كافر من أحبهما» (١).

أيضًا، فإن من أدعيتهم المأثورة دعاء سموه (دعاء صنمي قريش)، ذكره شيخهم إبراهيم بن علي الكفعمي (٨٤٠ - ٩٠٥هـ) في كتابه (المصباح) (٢)، جاء فيه (٣): «عن علي - عليه السلام -: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنيهما [وابنتيهما] اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وأحبا أعداءك وجحدا آلاءك وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك وخربا بلادك وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهما وأشياعهما ومحبيهما ... اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعنًا كثيرًا أبدًا دائمًا دائبًا سرمدًا لا انقطاع لأمده ولا نفاد لعدده، لعنًا يغدو أوله ولا يروح آخره لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين إليهم والناهضين باحتجاجهم والمقتدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم. ثم قل أربع مرات: اللهم عذبهم عذابًا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين.

قلت [أي الكفعمي]: ومما يناسب وضعه بعد هذا الدعاء ما ذكره ابن طاوس رحمه الله [ت. ٦٦٤هـ] في (مُهَجِه) (٤) عن الرضا - عليه السلام -، وإن من دعا به في سجدة الشكر كان كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم: اللهم العن اللذين بدلا دينك وغيرا نعمتك واتهما رسولك وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك ... اللهم إنا نتقرب إليك باللعنة لهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة ... اللهم العنهما لعنًا يتعوذ أهل النار منه ومن عذابهما اللهم العنهما لعنًا لم يخطر لأحد ببال اللهم العنهما


(١) المجلسي: بحار الأنوار (٦٩/ ١٣٧ - ٨).
(٢) والذي فرغ من تأليفه في ٢٧ من ذي القعدة ٨٩٥هـ.
(٣) الكفعمي: المصباح، ص (٥٥٢ - ٣)، الفصل الرابع والأربعون: فيما يعمل في شعبان.
(٤) يقصد كتابه: مُهَج الدعوات، ص (٢٥٧ - ٨).

<<  <   >  >>