للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مستسر سرك وظاهر علانيتك وعذبهما عذابًا في التقدير وفوق التقدير وشارك معهما ابنتيهما وأشياعهما ومحبيهما ومن شايعهما إنك سميع الدعاء» اهـ.

قلت: صلى الله على محمد وآله وصحبه، قيل له: «يا رسول الله، ادع على المشركين. قال: إنِّي لَم أُبْعَثْ لعَّانًا وإنما بُعِثتُ رَحْمَةً» (١).

ولقد تقدم الحديث عن احتفالهم بيوم مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وترضيهم علي أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله وإطلاقهم عليه لقب (بابا شجاع الدين)؛ يقول أبو علي الأصفهاني (٢): «ونحن بعد هذه السنين الطوال نقول قولًا صادقًا: رحمك الله تعالى يا أبا لؤلؤ، فقد أدخلت البهجة على قلوب أولاد الزهراء المحزونة، وهكذا يدافع عن الحريم المقدس لولاية أمير المؤمنين - عليه السلام -. وكذا قال أمير المؤمنين - عليه السلام - لعمر: سيقتلك - أبا لؤلؤ - توفيقًا يدخل به الجنان على الرغم منك» اهـ.

يا لائمي في حب صحب محمدٍ ... تبَّت يداك وخبت يوم الموعد

نحن الفداء لهم وليت فداءنا ... أعداءهم خيرٌ بشرٍ نفتدي

طهر لسانك من تنقصهم ولا ... تسمع لنذل للغواة مقلدّ

واذهب مع الأسلاف في توقيرهم ... لصحابةٍ والزم هداهم تسعدِ (٣)

ولقد تجاوزوا حد الافتراء والتطاول على الصحابة إلى إطلاق الحكم بتكفير أمهات المؤمنين عائشة وحفصة، لا لشيء سوى أنهما ابنتا أبي بكر وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهم -؛ فيقول محمد طاهر الشيرازي النجفي (ت. ١٠٩٨هـ) (٤): «مما يدل على إمامة أئمتنا الاثنى عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار. وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثنى عشر، لأن كل من قال بخلافة الثلاثة اعتقد إيمانها وتعظيمها وتكريمها، وكل من قال


(١) رواه مسلم، كتاب البر والصلة: ٢٥٩٩
(٢) أبو علي الأصفهاني: فرحة الزهراء عليها السلام، ص (١٢٥).
(٣) من قصيدة (الدفاع عن الصحابة)، للدكتور عائض القرني.
(٤) محمد طاهر الشيرازي: الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، ص (٦١٥).

<<  <   >  >>