للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرفض في ديار المسلمين باسم الوحدة والتقريب حتى وصف الشيخ محب الدين الخطيب ما آل إليه أمر دار التقريب وجماعة التقريب بقوله (١): "انفض المسلمون جميعًا من حول دار التخريب التي كانت تسمى دار التقريب ومضى عليها زمن طويل والرياح تصفر في غرفها الخالية تنعي من استأجرها. ثم يذكر أنه لم يبق متعلقًا بعضويتها إلا فئة من المنتفعين ماديًا من وراء انتمائهم إلى هذه الدار وأن العلماء المخلصين من أهل السنة انكشف لهم المستور من حقيقة دين الرافضة ودعوة التقريب التي يريدها الروافض فانفضوا عن هذه الدار وعن الألاعيب التي كان يراد إشراكهم في تمثيلها"، ثم يقول الخطيب: "فلم يبق موضع عجب إلا استمرار النشر الخادع في تلك المجلة ولعل القائمين يضعون لها حدًا".

ولكن هذه المجلة (رسالة الإسلام) التي يشير الخطيب إلى استمرار صدورها ما لبثت أن توقفت بصدور آخر عدد في ١٧ رمضان ١٣٩٢هـ وهو العدد (٦٠).

وقد زرت الدار أثناء تحضيري لهذه الرسالة - ١٣٩٩هـ - فوجدتها مهجورة من أعضائها ومن زوارها. ولا أثر فيها لأي نشاط، وقد لبثت أتردد على مكتبتها أيامًا فلا أرى أحدًا يؤمها.

ولما شعر الروافض بفشلها ويئسوا من نجاحها أنشأوا دارًا أخرى لنشر عقيدة الرافضة بين أهل السنة في مصر ولا تزال إلى هذا الوقت تمارس نشاطها بمختلف الأساليب وهي (جمعية أهل البيت)» اهـ.

إلا أنه قد توقف نشاط الجمعية في العام نفسه (١٣٩٩هـ/١٩٧٩م) بعد قيام الثورة الخمينية، حيث يذكر شيخهم صالح الورداني (٢) أنه «في السبعينات ظهرت جمعية آل


(١) نقلًا عن مجلة (الفتح)، العدد (٨٤٨)، العام السابع عشر، شوال ١٣٦٦هـ.
(٢) وتجدر الإشارة إلى أن الورداني رغم إعلانه ترك مذهب التشيع في عام ٢٠٠٦م، حينما سأله مراسل (العربية. نت): «تقول إنك لم تعد شيعيًا فهل هذا معناه أنك عدت إلى المذهب السني؟» فأجاب: «أنا أنتقد الشيعة والسنة أيضًا. لقد أصبحت حاليًا خارج الساحتين السنية والشيعية، ولم أعد أعترف بأي منهما. أنا فقط اعترف بالقرآن الكريم وآل البيت، مع التأكيد على أن هناك فرقًا بين الشيعة والتشيع، كما هو الفرق بين الإسلام والمسلمين»، وأضاف: «التشيع كمنهج هو منهج حق وتعبير حقيقي عن الدين، لكن الشيعة شيء آخر، هم جمهور ومجتمع يملك كل المقومات والسلبيات والتناقضات السائدة في أي مجتمع، والصراع السائد بين السنة والشيعة هو صراع تناقضات قائم على تناقضات الشيعة وليس تناقضات التشيع» اهـ[انظر حواره مع (العربية. نت)، بتاريخ ٣١/ ١٠/٢٠٠٦م].

<<  <   >  >>