للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دين إبراهيم - عليه السلام - بل هو مؤذِن بالمسيح الدجال. والرسول - صلى الله عليه وسلم - واحد من أتباع بدعة آريوس (١)، لا يعرف من العهدين القديم والجديد إلا ما اضمحلت قيمته، والقرآن نتاج لأحلام اليقظة، كما ينتقد إجراءات الزواج والطلاق في الشريعة» اهـ.

وحيث إن بلاد الشام كانت تعد بمثابة حلقة الوصل بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي الغربي، فإن «التصورات المتكونة عن الإسلام كبدعة مسيحية مرتدة ومنشقة، وعن محمد [- صلى الله عليه وسلم -] كنبي مزيف، انتقلت من مسيحيي سوريا إلى البيزنطيين، ومنهم إلى الأوروپيين» (٢).

يقول القاضي (٣): «إن هذا القسيس المضلل، الذي يصفه النصارى بـ (القديس)، يبوء بإثم إشاعة هذه الافتراءات التي صدت كثيرًا من النصارى في الشرق والغرب عن الوقوف على حقيقة الإسلام ... وإذا كان يوحنا الدمشقي، وهو عربي النسب واللسان، يلجأ إلى كتابة مفترياته وتشويهاته المتعمدة عن الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - وكتابه العزيز، باللغة اليونانية، وهو يعيش بين ظهراني المسلمين، وفي خدمة البلاط الأموي خشية رد الفعل العملي والاجتماعي والسلطوي، فللقارئ أن يتخيل ما يمارسه القسس الحاقدون الذين يعيشون خلف الحدود في أرجاء أوروپاالبيزنطية، ثم الرومانية، حيث لا يعلمون عن الإسلام وعقيدته وشريعته وتطبيقه سوى ما يتلقفون من إنتاج نظائرهم الذين يتميزون غيظًا وحسدًا في المشرق الإسلامي، ثم يضيفون أوهامهم المريضة، وخيالاتهم الفاسدة من أساطير وحكايات مسفة».

ويضيف چورافسكي أن المعلومات المقدَّمة كانت «تُنتزع في معظم الحالات من سياقها الأصلي، ثم تقدم إلى القارئ الأوروپي. وبهذا الشكل شوهت الوقائع بصورة متعمدة، واعية أحيانًا، أو بشكل غير واع في أحيان أخرى»، وذلك في إطار «البحث الحماسي عن حل سريع لمشكلة الإسلام»! (٤).


(١) راجع التعريف بالآريوسيين في المقدمة.
(٢) انظر، ألكسي چورافسكي: الإسلام والمسيحية، ص (٦٣).
(٣) د. أحمد القاضي: دعوة التقريب بين الأديان (١/ ٣٦٦) باختصار.
(٤) انظر، ألكسي چورافسكي: الإسلام والمسيحية، ص (٥٩).

<<  <   >  >>