للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا رجل أوروپاالمريض (١)، والذي عقَّه أولاده الإخوة لعَلاَّت، فانقض عليه فصرعه والتهمه .. وسقطت الخلافة الإسلامية!!

ورحم الله شيخ الإسلام مصطفى صبري التوقادي (١٢٨٦ - ١٣٧٣هـ/١٨٦٩ - ١٩٥٤م)، آخر شيوخ دولة الخلافة، قال: «يا أسفًا على الخلافة، قطعوا دابرها وأبدلوها خلافًا!» اهـ (٢).

ثم توالت عرى الإسلام في انتقاضها كما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لَيُنْقَضَنَّ عُرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتَقَضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضًا الحكم، وآخرهن الصلاة» (٣).

يقول الدكتور مصطفى حلمي واصفًا حال الأمة بعد سقوط الخلافة (٤): «كنا كمن يقف على مفترق طرق يبحث عن امتداد خط السير الذي بدأ به، وربما انحرف عنه أحيانًا، ولكن الاتجاه نفسه كان صحيحًا، ولكن بالوصول عند المفترق، ضل السائق الذي أسلمنا له القيادة بدلًا من الاستمرار في طريقنا الذي عرفناه، انحرف عن الطريق إلى طريق آخر لن يوصلنا إلى محطة الوصول سالمين، بل سيصل بنا إلى ما يشبه الهاوية، إن لم تتداركنا رحمة الله تعالى وفضله» اهـ.

...


(١) تعبير شائع يراد به الدولة العثمانية وقتها.
(٢) قاله الشيخ في كتابه (النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة)، وقد أعاد نشره وعلق عليه الأستاذ الدكتور مصطفى حلمي، في كتابه (الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية). يقول: «أما كتاب الشيخ مصطفى صبري، فإنه ربما يعد من هذه الزاوية بمثابة الوثيقة الوحيدة المثبتة للخطط اليهودية والصليبية ضد الخلافة العثمانية، حيث سجلها خطوة خطوة، وشرح أبعادها، وحذر منذ البداية من خطورة نتائجها. لذا، فقد أطلقنا على الكتاب عنوانًا جديدًا مطابقًا لما أسفرت عنه الانقلابات، فسميناه: (الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية)» اهـ[انظره، ص (٣٢، ١٢٨)].
(٣) رواه أحمد في مسنده (٥/ ٢٥١) من حديث أبي أُمامة الباهلي - رضي الله عنه -، وقال شعيب: «إسناده جيد».
(٤) د. مصطفى حلمي: الأسرار الخفية، ص (٣٦).

<<  <   >  >>