أي استولى فقد يقدس الديان عن المكان والمعبود عن الحدود {يُدَبّرُ} يقضي ويقدر على مقتضى الحكمة {الأمر} أي أمر الخلق كله وأمر ملكوت السموات والأرض والعرش ولما ذكر ما يدل على عظمته وملكه من خلق السموات والأرض والاستواء على العرش أتبعها هذه الجملة لزيادة الدلالة على العظمة وأنه لا يخرج أمر من الأمور عن قضائه وتقديره وكذلك قوله {مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} دليل على عزته وكبريائه {ذلكم} العظيم الموصوف بما وصف به {الله رَبُّكُمُ} وهو الذي يستحق العبادة {فاعبدوه} وجدوه ولا تشركوا به بعض خلقه من إنسان أو ملك فضلاً عن جماد لا يضر ولا ينفع {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} أفلا تتدبرون فتستدلون بوجود المصالح والمنافع على وجود المصلح النافع