{وَمَا يَسْتَوِى البحران هذا} أي أحدهما {عَذْبٌ فُرَاتٌ} شديد العذوبة وقيل هو الذي يكسر العطش {سائغ شرابه} مرى وسهل الانحدار لعذوبته وبه يرتفع شرّابه {وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} شديد الملوحة وقيل هو الذى يحرق بلموحته {وَمِن كُلِّ} ومن كل واحد منهما {تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً} وهو السمك {وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} وهى
فاطر (١٥ - ١٢)
الؤلؤ والمرجان {وَتَرَى الفلك فِيهِ} في كل {مَوَاخِرَ} شواقّ للماء بجريها يقال مخرت السفينة الماء أى شقته وهى ماخرة {لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} من فضل الله ولم يجر له ذكر في الآية ولكن فيما قبلها ولولم يجر لم يشكل لدلالة المعنى عليه {وَلَعَلَّكُمْ تشكرون} الله على ماآتاكم من فضله ضرب البحرين العذب والملح مثلين للمؤمن والكافر ثم قال على سبيل الاستطراد في صفة البحرين وما علّق بهما من نعمته وعطائه ويحتمل غير طريقة الاستطراد وهو أن يشبه الجنسين بالبحرين ثم يفضّل البحر الأجاج على الكافر بأنه قد شارك العذب في منافع من السمك واللؤلؤ وجري الفلك فيه والكافر خلو من النفع فهو في طريقة قوله تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مّن بَعْدِ ذلك فَهِىَ كالحجارة أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ثم قال وَإِنَّ مِنَ الحجارة لما يتفجر منهالانهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الماء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خشية الله