{فنادته الملائكة} قيل ناداه جبريل عليه السلام وإنما قيل الملائكة لأن المعنى أتاه النداء من هذا الجنس كقولهم فلان يركب الخيل فناديه بالياء والإمالة حمزة وعلي {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي المحراب} وفيه دليل على أن المرادات تطلب بالصلوات وفيها إجابة الدعوات وقضاء الحاجات وقال ابن عطاء ما فتح الله تعالى على عبد حالة سنية إلا باتباع الأوامر وإخلاص الطاعات ولزوم المحاريب {إِنَّ الله} بكسر الألف شامى وحمزة على إضمار القول أو لأن النداء قول الباقون بالفتح أي بأن الله {يُبَشّرُكَ} يبشرك وما بعده حمزة وعلي من بشره والتخفيف والتشديد لغتان {بيحيى} هو غير منصرف إن كان عجمياً وهو الظاهر فللتعريف والعجمة كموسى وعيسى وإن كان عربيا فللتعريف ووزن الفعل كيعمر {مُصَدِّقاً} حال منه {بِكَلِمَةٍ مّنَ الله} أي مصدقاً بعيسى مؤمناً به فهو أول من آمن به وسمى عيسى كلمة
آل عمران (٣٩ _ ٤٣)
الله لأن تكونه بكن بلا أب أو مصدقاً بكلمة من الله مؤمناً بكتاب منه {وَسَيّدًا} هو الذي يسود قومه أي يفوقهم في الشرف وكان يحيى فائقا على قومه لانه لم يركب شيئة قط وبالها من سيادة وقال الجنيد هو الذي جاد بالكونين عوضاً عن المكون {وَحَصُورًا} هو الذي لا يقرب النساء مع القدرة حصراً لنفسه أي منعاً لها من الشهوات {وَنَبِيّاً مِّنَ الصالحين} ناشئاً من الصالحين لأنه كان من أصلاب