للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورهبة، ولا أيأس من رَوْحِ الله تعالى، فكم من حُجَّة أتت على مُهْجَة.

أذكر فيه باختصار دون احتفال وإكثار: فضل الزُّهد في الدُّنيا المدبرة والتَّقَلُّل منها، والاستعداد للآخرة المقبلة وَالتَّأَهُّب لها، والمرض وفضله، وساعة الموت، وَمَا يَرِدُ على الميِّت حال الاحتضار، وصفة ملك الموت ورسله، وَحَال الرُّوح بعد مُفَارقَة البدن وصعودها إِلى الله تَعَالَى، والتقائها بالأرواح ومقرّها بعد ذَلِك، والْقَبْر وضمَّته وفتنته ونعيمه وعذابه وسعته وضيقه وَمَا ينفع فِيهِ، والخروج منه.

وَضَمَّنْتُهُ بعض سنن وآداب وأحكام: المحتضر، والميِّت، والجنازة؛ إِتْمَامًا لِلْفَائِدَةِ، وبلوغًا إلى الغاية، مُتَتَبِّعًا لذَلِك من القرآن الكريم، والحديث الشَّريف المنيف، والمأثور عن الصَّحابة? والتَّابعين، والمنقول عن جمهور الفقهاء والأصوليين، والرَّاجح من أقوال العلماء المتقدِّمين والمتأخِّرين، مُسْتَمْسِكًا بالدَّليل، مقدِّمًا الأعلى سندًا ومتنًا، جامعًا بين الرِّواية والدّراية، موفِّقًا بين الرِّوايات الَّتي يبدو فيها تعارض، مستوعبًا تضارب الآراء، دون تعصُّب إلّا للدَّليل، ساعيًا للوصول إلى الْحَقِّ جَهْدِي، ناظرًا إلى سلامة الاستدلال ومقاصد الشَّريعة، وفقه الواقع وتغير الحال وفقه المآل، آخذًا بإحكام بالأحكام، ملحقًا فروعها بأصولها، دون تفصيل وتطويل، منبّهًا إلى بعض الأخطاء الشَّائعة، والأباطيل الذَّائعة: ... {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ... (٩)} [النّحل]، {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨)} [المائدة].

وقد استغرقت في إملائه ثلاث سنوات وبضعة أشهر، فلم أكن كَحَاطِبِ لَيْلٍ لا يبالي ما يأخذ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، وكان ابتدائي به في الثّاني والعشرين من شهر

<<  <   >  >>