للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّرْح

* قَالَ ابْنُ أَبى زَيْدٍ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}:

يُشرَعُ البَدَاءةُ بذكرِ اللهِ قبلَ الشروعِ في المقاماتِ المهمَّة، والمواقفِ الجليلة، وقد استفاضت السُّنَّةُ العمليَّةُ بذلك، وقد دلَّت السُّنَّةُ على أنواعِ مِن الذكرِ يُشرَعُ البداءةُ به باختلافِ أنواعِ المقامِ المشروعِ فيه؛ فجاءت نصوصٌ بالبدءِ بالبسملة، ونصوصٌ بالبدءِ بالحَمْدلةِ والشهادةِ والصلاةِ على النبي -صلى الله عليه وسلم-:

أمَّا البداءةُ بالحَمْدلةِ: ففي الخُطَبِ وما في حُكْمِها مِن طويلِ الكتبِ والمَقَالات، وقد استفاضتِ الأحاديثُ عند حكايةِ قيامِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لخُطْبةٍ يقولونَ: (فحَمِدَ اللهَ، وأَثْنَى عَلَيْهِ)؛ كما في "الصحيحَيْنِ" مِن حديثِ ابنِ عبَّاسٍ (١)، وأبي هُرَيْرةَ (٢)، وابنِ عُمَرَ (٣)، وأبي حُمَيْدٍ الساعديِّ (٤)، وأنسٍ (٥)، وجَرِيرٍ (٦)، وعائشةَ (٧)، وأسماءَ (٨)، وهكذا الخلفاءُ الراشدون، وليس في فِعْلِهم التسميةُ في الخُطَب.

وأما اقترانُ الحَمْدلةِ بالتشهُّدِ: فهو مشروعٌ في صدرِ الخُطَبِ


(١) البخاري (٤٦٧).
(٢) البخاري (٢٤٣٤)، ومسلم (١٣٥٥).
(٣) البخاري (٤٤٠٢)، ومسلم (١٦٩).
(٤) البخاري (٩٢٥)، ومسلم (١٨٣٢).
(٥) البخاري (٣٧٩٩)، ومسلم (١٤٠١) في قصة أخرى.
(٦) مسلم (١٠١٧).
(٧) البخاري (١٠٤٤)، ومسلم (٩٠١).
(٨) البخاري (٨٦)، ومسلم (٩٠٥).

<<  <   >  >>